لا يمكن وسم جميع المسلمين بالإرهاب!.. هذا ما يراه خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 473 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  ليس كل داعية إرهابياً

خالد أحمد الطراح

 

 ينبغي ألا تظل واشنطن حبيسة 9/11.

من حين إلى حين تصدر تقارير أميركية عن وزارة الخارجية والخزانة الأميركية تتهم الكويت بشتى التهم، ومنها أن بعض الجمعيات الخيرية تمول الإرهاب و«القاعدة»، وآخر الاتهامات إدراج اسم الأخ د. نايف العجمي وزير الأوقاف وزير العدل السابق، على «قائمة الإرهابيين وجمع تبرعات لمصلحة القاعدة»!

دأبت واشنطن على إطلاق التهم من دون الكشف عن المبررات والأسباب - على الأقل - للرأي العام الكويتي، وربما الاكتفاء بحصر جزء مما لديها من معلومات في القنوات الدبلوماسية مع الكويت، بينما قضايا كهذه ينبغي أن تتسم بالشفافية، فمن غير المعقول أن يتهم وزير في الحكومة الكويتية بالإرهاب وتكتفي الحكومة بإصدار بيان تضامني مع الوزير المعني.

نحن لا نختلف مع أميركا وغيرها في أن هناك شباباً كويتيين شاركوا في عمليات إرهابية في أفغانستان والعراق وسوريا، وهي ظاهرة لا نتفاخر بها، بل إننا متألمون أن يخرج من رحم الكويت شباب يرمون بأنفسهم في المقابر باسم الجهاد. لكن هذه ظاهرة لها أسباب وظروف لا تتحملها الكويت بأسرها، كما لا تعني أن كل داعية بات إرهابياً ومتطرفاً!

ربما من المفيد أن تحذو واشنطن حذو دول غربية، ومنها بريطانيا، في إعادة فهم الإسلام والتقاليد الدينية في العالم الإسلامي، لعلها تفرق بين الدعاة والإرهابيين من خلال إنشاء وحدات مختصة في التواصل مع العالم الإسلامي، لا سيما الجمعيات الخيرية والدعاة.

أما ما يخص الإدارة الحكومية الكويتية فنقول ان صدور البيانات لا يكفي، فمن الضروري تقصّي الحقائق ومناقشة واشنطن والتعرف على مصادر معلوماتها، فإن كان ما أطلقته من تهم صحيحاً، ينبغي التعامل مع هذه المعلومات من زاوية أمنية، بينما إذا تبين العكس يفترض أن يصدر اعتذار أميركي، وأن تصحح أميركا معلوماتها وتعيد النظر في مصادرها.

من المؤكد ان ما شهدته أميركا في 9/11 من عمليات إرهابية هز العالم وليس أميركا وحدها، إلا أن وقوع واشنطن حبيسة لهذه الأحداث المأساوية لعشرات السنوات ليس حلاً.

إن معاداة واشنطن للعالم الإسلامي، وتحديداً من يعمل فيه بالعمل الخيري والدعوي، لا تستقيم مع المنطق السياسي، فثمة دول وشعوب إسلامية تضررت من الإرهاب، كما تضررت أميركا، لكن لا يمكن وسم جميع المسلمين باتهامات باطلة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك