وائل الحساوي يطلب وزير 'ممشة زفر'

زاوية الكتاب

كتب 633 مشاهدات 0


نسمات / المدرج الروماني على المدرج الروماني الكبير احتشدت الجموع وهي تهتف باسم روما، وتفتخر بالديموقراطية التي أرسوا دعائمها، ومجلس الأعيان الذي أعطوه كامل الصلاحيات في الموت والحياة، ثم جاء وقت المتعة والترفيه، وأطلقوا الأسير من أغلاله داخل الحلبة، والذي لم ير النور منذ أشهر طويلة، فأخذ يجول ببصره وينظر إلى الجموع المحتشدة، وما هي إلا لحظات حتى أطلقوا عليه أسوداً جائعة دخلت الحلبة وهي تزأر وتزمجر. تعالت صيحات الجمهور وأخذت تهتف للأسود التي باشرت بتمزيق لحم الضحية وإسالة دمه في مشهد درامي فظيع. كانت الأنظار متجهة الى الاسود بفخر واعتزاز، بينما اتجه نظر الطفل الى عيني الضحية وقرأ فيهما مئات الاسئلة التي لم يجد لها جواباً؟ اغرورقت عينا الطفل بالدموع وقال لوالده: ما ذنب هذا الأسير لكي يتم افتراسه بهذه البشاعة من أجل ارضاء غرور ذلك الجمهور الغاضب؟! رد عليه الأب بهدوء: أنت صغير لا تفهم يابني، هذه هي السياسة وهذه هي ضريبة البروز في المجتمع وكسب الاصوات!! ديموقراطية ذات أنياب كلمة مشهورة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق «ونستون تشرشل» «الديموقراطية هي أفضل الأنظمة السيئة». لو عاش تشرشل ليرى ديموقراطيتنا اليوم لغير عبارته بأن الديموقراطية هي أسوء الأنظمة السيئة. نواب يمثلون الشعب كله يصلون على ظهور القبيلة التي لا ترى خيراً في الناس كلهم إلا من يمثلهم وينصر قضاياهم، وطائفية لا ترى في الوجود غير أبناء طائفتهم، وحزبية ضيقة لا تتعدى أبناء الحزب، وفوق كل ذلك شنط مملوءة بالدولارات تشتري كل من يبيع ضميره للشيطان، وخدمات متنوعة من جيوب الحكومة لصالح بعض المرشحين، والمحصلة النهائية هي ممثلون على الشعب يعطيهم الدستور صلاحيات مطلقة لسؤال من يشاءون واستجواب من يشاءون واسقاط الثقة بمن يشاءون، بينما هم محصّنون بالقانون من المحاسبة والمراقبة، حتى استدعاؤهم للمحكمة مرهون بموافقة زملائهم، فهم يصولون ويجولون دون حساب ومن يجترئ على اغضابهم فإن عاقبته وخيمة. إذا كان المجلس والحكومة جادين في تعديل الدستور لزيادة الدوائر الانتخابية من أجل اصلاح الخلل في الانتخابات، فإن الأولى والأجدر هو تعديل الدستور لفرض مزيد من المراقبة والمحاسبة على النواب حتى لا يتمادى ضعاف النفوس في استغلال صلاحياتهم المطلقة في كسر القوانين وبث الرعب بين الناس. لن تصلح أحوالنا أبداً ما لم نوازن بين السلطة والمسؤولية لكل فرد في المجتمع، وما لم يحصل ذلك قريباً فابشروا بالمزيد من التدمير المنظم للمجتمع بيد حماته ونواّبه. إعلان: مطلوب وزير مطلوب وزير يصلح «ممشّة زفر»، ويتحمل السب والشتيمة، ويكسر القوانين كلما طلب منه البعض، ثم يحاسبه البعض الآخر على كسرها، ولا يمارس أي صلاحية في وزارته لكي لا يخطئ، وأن يكون متمرساً في صعود منصة الاستجواب كلما طلب منه نائب بشرط ألا ينفعل أو يرد على الإهانات وإلا فإن «لأمّه الخبل». الميزة الوحيدة التي سيحصل عليها هي أن اسمه سيصبح وزيراً سابقاً خلال أشهر وسينضم الى نادي الوزراء السابقين الذي يضم مئات الكويتيين وقد يتم تعيينه مستشاراً حتى لا يشعر بتأنيب الضمير. وبما أن الكفاءات الكويتية كلها قد جربت حظها ولم يبق من يرضى بهذا المنصب، لذا فلا مانع من قبول المرشحين العرب والأجانب بشرط القدرة على لبس العقال والبشت.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك