عن مكاسب الطبقة العاملة من ثورات الربيع العربي!.. يكتب وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب مايو 3, 2014, 1:18 ص 567 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / ماذا يعني عيد العمال؟
وليد الرجيب
احتفل عمال العالم يوم الخميس الموافق الأول من مايو بعيدهم السنوي، الذي يعتبر رمزاً لنضالاتهم ضد الظلم والاستغلال، ورمزاً لتحقيق بعض مطالبهم وحقوقهم في تكوين نقاباتهم والحد الأدنى من الأجور وتحديد ساعات العمل.
وفي الكويت منذ ثلاثينات القرن الماضي ومع اكتشاف واستخراج النفط، نزحت أعداد كبيرة من البادية إلى المدينة وأطرافها للعمل في شركة النفط، واستخدمت شركة النفط أعداداً ليست قليلة من العمالة الكويتية في مجالات الاستخراج وإنشاء ميناء للتصدير والمصفاة وبقية فروع الصناعة النفطية، فبدأت تتشكل الطبقة العاملة الكويتية بوصفها طبقة اجتماعية جديدة أيضاً في إطار علاقات رأسمالية، كما فرضت الحاجة لاستقدام عمالة ماهرة نسبياً من الهند والعراق، وقد خاضت الطبقة العاملة الوليدة محاولاتها الأولى لتنظيم صفوفها وللمطالبة بتحسين شروط عملها، حيث جرت في العام 1946م أول محاولة لتأسيس تنظيم نقابي، فتم تأسيس «جمعية العمال»، وشهد العام 1949م إضراباً لعمال النفط في منطقة واره، وتلته إضرابات أخرى كان من بينها إضراب سائقي النقليات في الأحمدي عام 1951م وهي مؤشرات ذات دلالة على بداية تشكل الطبقة العاملة وتشكل وعيها النقابي العفوي، فتشكل الطبقة العاملة في الكويت ونقاباتها واتحاداتها النقابية ليس ترفاً أو أمراً مصطنعاً ولكنه كان ومازال حاجة موضوعية لوحدة العمال ووحدة كلمتهم ومطالبتهم بحقوقهم المشروعة، خاصة مع تبلور المجتمع الرأسمالي المنقسم إلى طبقات في الكويت، وإن كانت كلتا الطبقتين الرئيسيتين مشوهتي البنية.
وقد كانت الحركة النقابية في الكويت ذات دور فاعل ومهم في الحركة الوطنية والتقدمية وفي القضايا الوطنية، وكان لليسار دور ريادي في الحركة النقابية حتى منتصف التسعينات، ثم بدأت تتسرب إلى النقابات أمراض الطائفية والقبلية التي قسّمت المجتمع طولياً، وبذلك تم تهميش دور الحركة النقابية وبهت دورها الاجتماعي والنضالي المطلبي، وتم وضع عراقيل أمام العضوية والانتساب لضمان بقائها تحت سيطرة تكتلات قبلية وطائفية.
وفي الواقع رغم أهمية الطبقة العاملة في البلدان العربية وحركتها النقابية، إلا أنها ظُلمت مرتين، مرة عندما هيمنت الأنظمة عليها ووضعتها تحت وصايتها ومرة عندما قامت الثورات العربية التي لم تضعها في الاعتبار، فلم ترفع الشعوب الثائرة شعارات عمالية بل رفعت شعار إسقاط النظام، أي إسقاط نظام برجوازي من أجل بديل برجوازي، فإسقاط رموز الأنظمة لم يكن يعني سوى التقاط البرجوازية لأنفاسها لاختيار وجه آخر يمثل البرجوازية، يسير في نفس درب تحقيق السياسة النيوليبرالية والتبعية للامبريالية.
فأي رئيس جديد لهذه الأنظمة بعد الثورات سيكون أداة النظام الرأسمالي الذي سيحكم لصالح هذا النظام وليس لصالح الطبقة العاملة وسائر الكادحين، ويقول حسقيل قوجمان: «إن شعار الحرية والعدالة الاجتماعية يناسب تفسير كل طبقة، ففي النظام الرأسمالي تعني الحرية حرية الطبقة الرأسمالية في استغلال الطبقة العاملة وسائر الكادحين، والعدالة الاجتماعية تعني عدالة الطبقة البرجوازية في استغلال العمال وقدسية الملكية الرأسمالية الخاصة، أي استمرار الاستغلال والهيمنة على مصالح أغلبية الشعب».
فما النتائج التي حصلت عليها الطبقة العاملة من هذه الثورات؟ وما هي الحلول المطروحة للأزمات التي يعيشها الشعب الكادح ما لم تملك الطبقة العاملة أدوات ووسائل الإنتاج لمصلحة الشعوب الثائرة، رغم الأثر الثوري الذي تركته الثورات العربية في التاريخ الحديث.
أن اليسار في البلدان العربية الذي احتفل بعيد العمال في الأول من مايو الجاري، عليه تمثيل مصالح الطبقة العاملة بحق، ولا يكتفي بالبهرجة الإعلامية للذكرى، ولا يجب على هذا اليسار أن يكون سقفه هو الثورة البرجوازية على بقايا الإقطاع، أو استبدال نظام رأسمالي بنظام رأسمالي آخر، بل العمل بشكل دؤوب لتجذير المطلب الثوري باتجاه التغيير.
وأخيراً نهنئ الطبقة العاملة بعيدها، وكل عام وكل عامل وكادح بخير.
تعليقات