حسن كرم يكتب: لهذه الأسباب شاخت الكويت مبكراً؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 30, 2014, 11:55 م 769 مشاهدات 0
الوطن
زمن سعد طامي
حسن علي كرم
استمعت الى تسجيل للكلمة التي ألقاها الطالب النبيه سعد فلاح طامي في الجلسة الطلابية التي انعقدت في قاعة عبدالله السالم في مبنى مجلس الامة.
الكلمة لم تكن عادية، والطالب صاحب الكلمة لم يكن عاديا، فقد قيل: المرء بأصغريه قلبه ولسانه، وقد منح الله هذا الصبي فصاحة في اللسان وجرأة في الكلام.
ولقد كشفت كلمة الطالب سعد طامي الفجوة العميقة التي تفصل بين الاجيال الشابة والمسؤولين عن ادارة الدولة، والطالب وهو يتكلم عن همومه التعليمية يتكلم عن نظام تعليمي مهترٍ متخلف في عصر لم يعد فيه مكان للعواجيز ولا مكان للتلقين والحفظ والبناء التعليمي قديم من الطين في عصر بات التعليم فيه متفتحا منطلقا الى الفضاء والارحب.
فإذا كان التعليم هو اساس نهضة الامم، لكن لا يمكن ان يكون لدينا تعليم متطور في ظل نظام اداري وسياسي متخلف، المشكلة في المناهج والنظام التعليمي والسلم التعليمي وما الى ذلك، المشكلة ان الدولة بنظامها واداراتها بحاجة الى التجديد وضخ دماء جديدة وفكر اداري جديد، فوزير التربية الذي لا يعترف بالفنون والابداع، هل هذا الوزير يستحق ان يتربع على كرسي اخطر وزارة في الدولة..؟!!
لقد شاخت الكويت مبكرا، لأن هناك اصراراً على مواصلة نظام اداري تقليدي تخطاه الزمان، نظام كان يصلح لزمانه، واما اليوم فزمن آخر، زمن على العواجيز ان يستريحوا في منازلهم ويسلموا الادارة لجيل الشباب، زمن بات فيه الاطفال الرضع يبزون الكبار (آباءهم وامهاتهم) استخدامات الاجهزة التكنولوجية فهل يقبل الطفل الذي لايزال يبيت في حضن امه يرضع الحليب والذي يتقدم على الكبار في استعمالات الايفون والآيباد و.. و.. هل يقبل على دروس التلقين والحفظ، ومناهج وضعت في خمسينيات القرن الماضي؟!!
كلمة الطالب سعد طامي لم تكن كلمة عابرة، أو كلمة طالب يبحث عن الشهرة المبكرة، وانما في الحقيقة كانت بمثابة جرس انذار وايقاظ الكبار من سباتهم، ان الشباب قادمون، وان الزمن هو زمنهم، زمن يرفض الرتابة و(الهون احسن ما يكون) وغير ذلك من الامثلة والتعبيرات التي صلحت لزمانها.
الزمن القادم يا سادة هو زمن سعد طامي ولا مناص الا ان تعترف الدولة بزمان سعد واترابه من شباب الكويت الناهض والنابض والمبدع.
تعليقات