الحل بالأونلاين يا معالي الوزير! بقلم يوسف الكندري

زاوية الكتاب

كتب 1419 مشاهدات 0

 يوسف الكندري

أحد أهم الأسباب التي جعلتني أفكر بالغربة منذ الثانوية أنني أرى ما يعانيه أقاربي من ظلم في الشعب والتدريس!
فهل يعقل أن يتم تأخير تخرج أحدهم بسبب أحد الشعب الغير مفتوحة؟
الأكاديميون وحدهم من يعلمون تمامًا مرارة موضوع الشعب المغلقة، حتى وإن كان طالب مستجد في الجامعة قد تعرقل هذه الشعب المغلقة مسيرته الأكاديمية، ففي الواقع المواد الجامعية متصلة ببعضها البعض، فلايحق للطالب على سبيل المثال لا الحصر أن يأخذ كيمياء عامة 2 قبل كيمياء عامة 1 ، ناهيك إن كان برنامجه الأكاديمي يعتمد على كيمياء عامة 1 في معظم مواد سنته الأكاديمية الثانية!
لم أشعر بمرارة هذا الموضوع حقًا إلا في أحد السنوات التي قررت أن أعود بها إلى أرض الوطن لآخذ فصل الصيفي في جامعة الكويت كطالب غير مقيد، فكما تعلمون أن الطلبة الغير مقيدين يكونون على هامش التسجيل، فأثناء 'الترجي وسياسة تكفا' لأحد الدكاترة لأسجل مادة لشعبة أغلقت بسبب امتلائها بالطلبة، دخل أحد الطلبة ليقاطعني أمام الدكتور ضاحكًا، 'لا تحاول أنا خريّج بس مادخلوني' .. قلت بنفسي شر البلية ما يضحك!!
معظم الجامعات في أمريكا وللأسف أن اعتبرها كسلبية لا تتوفر بها مواد التخصص لمعظم المجالات في الفصل الصيفي، فإن فتحت هذه الشعب لن ترى إقبال إلا العرب أو الطلبة غير الأمريكيين، فمعظم الأمريكان يرحلون لديارهم في الفصل الصيفي للعمل من أجمل دفع الرسوم الجامعية!
ومن هذا المنطلق، يقتنص معظم الطلبة 'الخريجه' الفرصة للعودة إلى الوطن، فبعد توقيع عدة أوراق لأاخذ الموافقة من كلا الجامعة والملحق الثقافي، يعود الطالب للكويت بأمل التسجيل كطالب غير مقيد في جامعة الكويت، وهذا ماحصل لأحد الأصدقاء فعلا الصيف الماضي، فهو لم يتبقى لتخرجه سوى عامين دراسين حسب خطة قسم الهندسة بجامعته، فكان 'يجب' عليه أن يأخذ أحد المواد كفصل صيفي بأحد الجامعات ولم يجد أمامه سوى جامعة الكويت! وللأسف الشعبه مغلقة للطلبة المقيدين قبل الغير مقيدين!
صديقي، ستنتهي به السبل ليدفع على نفقته سنة دراسية كاملة بسبب تأخره بالخطة الدراسية مما سيؤثر آنفًا على بعثته الدراسية!
تطرقي لهذه القصة لا لكي أسلط الضوء على مشكلة الطلبة الغير مقيدين، بل لأنني طالب مغترب في الواقع لم أكن طالبًا بالجامعة حتى أشرح معاناتي كطالب مقيد بها! ولكنني رأيت تأثر الطلبة الغير مقيدين بتأخير خطة تخرجهم فكيف هو الحال بطلبة الجامعة نفسها؟ فأحيانًا بعض الشعب الضرورية لا تكون مدروجة أساسًا في الفصل الدراسي وتكون مقيدة بفصل دراسي وحيد طوال السنة مما يتسبب بعرقلة الكثير من الطلبة.
سيدي الوزير ..
فرحت كثيرًا ببعث الطمأنينة بنفوس طلبة الثانوية ، والعهد الذي فرضته على نفسك بحجز مقاعدهم قبل تخرجهم!
ولكنني قد تعجبت كثيرًا من الواقع الذي لا يمكن أن يتقبل 6000 طالب بمكان قد تشرَّب من التكدس بما فيه الكفاية!
جميعنا يعلم بأن المباني لم تعد كافية لعدد الطلبة ، وأن الشعب تغلق بسبب الكم الهائل من الطلبة ، وأن الجامعة حاولت القضاء على هذه المشكلة بالــ'جبرات' كشعب إضافية ، وناهيك عن مواقف السيارات المعدومة أساسًا !
سيدي الوزير ..
خلال فترة الغربة وجدت ما تمنيته فعلا أن يطبق لدينا فأني أجد أننا بأمس الحاجة لهذا الحل للخروج من أزمة الشعب المغلقة وللزحمة أيضًا!
Online Classes
نظام تعليمي متكامل للطلبة وهم في بيوتهم دون الحاجة للذهاب للجامعة!
- يعتمد هذا النظام على المحاضرات أونلاين، فبعد تسجيل المحاظر يتم عرض المحاظرة كاملة للطلبة المسجلين بالشعبة ، ويتم ذلك بنظام الكتروني خاص بالجامعة.
- يستطيع الدكتور أن يأخذ الحضور والغياب عن طريق خاصية مميزة للنظام، فبعد مشاهدة المحاظرة كاملة يتبين للنظام من شاهدها ومتى.
- الاختبارات القصيرة ، كما هو المعمول به لبعض طلبة العلوم، يكون الإختبار أونلاين مؤقت بالتاريخ والساعه وعند فتحه يبدأ العد التنازلي لحله
- الواجبات، إما أن تكون بنظام الأونلاين أو تكون بنظام التسليم الإكتروني عن طريق 'السكانر'
- الإختبارات تكون دائمًا بالحرم الجامعي بيوم يتم تحديده لجميع الطلبة في قاعة خاصة للإختبار.
أعتمد هذا النظام بكثير من الجامعات العريقة والعالمية، أشرها جامعة ماساتشوستس للعلوم والتكنولوجيا MIT المصنفة الأولى عالميًا بالهندسة، فهي لا توفر هذه الشعب فحسب ، بل توفر شعب مجانية إضافية لكل من أراد التعلم.
هاتفت جامعة أيوا، التي توفر هذا النظام منذ سنوات، وسألت قسم الأونلاين عن هذه النقطة التحولية للجامعة، والتي بدورها قالت أن معدل القبول إرتفع في جامعتنا بسبب هذه الميزه، فمعظم الطلبة يعملون في الأوقات الصباحية وعند العودة من العمل يبدل بتشغيل محاظراته.
قد يتخوف البعض من الخطوة كثيرًا .. قد يجدها بعض الطلبة فرصة للإهمال والتسيب الدراسي ولكنني أجدها عكس ذلك ففي الواقع الطالب الذي لا يسعفه أن يسأل المحاظر عن اشياء لم يفهمها بإمكانه عبر الأونلاين أن يعيد تشغيل الفيديو مرارًا وتكرارًا.
طبقت هذه الخطوة في السعودية بجامعة الملك عبدالعزيز وقد لقت تريحبًا لدى جميع الطلبة ، أتمنى أن تكون جامعة الكويت هي الثانية خليجيًا في تطبيقها .

 

الآن - رأي: يوسف الكندري

تعليقات

اكتب تعليقك