فوزية أبل ترى أن الكويت بحاجة إلى حراك سياسي وطني
زاوية الكتابكتب إبريل 29, 2014, 1:21 ص 888 مشاهدات 0
القبس
الهاجس السياسي.. النفسي
فوزية أبل
• واليوم فقد استنزفنا كل الكلام التنظيري واستنزفنا السنوات الطويلة في صراعات أثّرت في البلد ومؤسساته ومصالحه العليا.
لم تلق المشاريع السياسية التي أعلن عنها أخيراً - واشتملت على تعديلات دستورية وقانونية - التجاوب الذي توقعه مقدموها، بسبب العامل النفسي والشخصي لدى شريحة كبيرة، وهم مواطنون عاديون لهم رأيهم الخاص ويعبّرون عنه بعيداً عن دائرة الضوء بأحداثها المعقدة.
ويتمثل الهاجس النفسي لدى غالبية المواطنين بارتباط الشخصيات المتبنية للتعديلات أو الذين هم أطراف السجال السياسي في أذهان الناس بفترة تسيّد فيها الصراع السياسي بكل أدواته، وتأجيج المشهد الداخلي بأساليب متشنجة، على رأسها خطاب «تقسيمي» دخيل على الحياة السياسية في الكويت، حيث يحصل استدعاء للأحداث والمواقف السياسية التي كانت مرتبطة بهذه الشخصيات، وبزخم ظهورها في وسائل الإعلام أو على المستوى الجماهيري. وكذلك ينطبق الوضع على شخصيات كانوا طرفاً أو إحدى الأدوات، أو من تم توظيفهم في تلك الصراعات، أو حتى شخصيات تقلّبوا كثيراً مع مصداقيتهم، وغيّروا مواقفهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، واستنفدوا جزءا كبيرا من رصيدهم. فالناس صار عندهم نوع من فقدان المصداقية واهتزاز الثقة.
وللأمانة، لم تقتصر تلك الحقبة الفاصلة على أخطاء طالت ما يطلق عليهم المعارضة، ولكن في المقابل تطرّفت الموالاة في أساليبها، وكانت في أحيان كثيرة هي السبب في إشعال فتيل الأزمات وتبنيها أيضاً لخطاب سياسي وإعلامي تقسيمي.
فقد شهدت تلك الفترة تعسّفا من قبل الطرفين في استخدام الأدوات الدستورية داخل المجلس، رفضه الرأي العام الكويتي بشدة. وجاءت الفترة التي أعقبت تلك الأحداث فرصة للمواطن العادي لأن يلتقط أنفاسه لتقييم هذه اللوحة السياسية بهدوء. واستذكر الكويتيون بحسرة المعارضة الوطنية التاريخية وأداءها وخطابها وأدواتها. وأدرك المواطن أن ما يحدث بعيداً عن مفهوم المعارضة الحقيقي، بعد أن تم اختزاله بالاستهداف الشخصي وتصفية الحسابات.
والحال نفسها تنطبق على الموالاة، فقد اختلفت أساليبها عن أساليب «الموالاة التاريخية»، ويذكر التاريخ لهذه الموالاة أنها شاركت بفعالية مع المعارضة الوطنية في إقرار كثير من القوانين التي غيّرت شكل الحياة الكويتية.
واليوم، فقد استنزفنا كل الكلام التنظيري واستنزفنا السنوات الطويلة في صراعات أثّرت في البلد ومؤسساته ومصالحه العليا. وصار واضحاً مدى فجوة التنظير السياسي بين الشريحة العريضة من الناس وقضايا البلد الملحّة.
فالمواطنون مع المشاريع الإصلاحية ومحاربة الفساد، ولكنهم يطمحون إلى التنظير الإيجابي للواقع، بأفكار جديدة، ووجوه جديدة تقدّر الظروف والتحديات والانفاق، التي تتفق مع المجتمع، وتؤمن بمبدأ الحوار والتوافق الوطني.
بصراحة، نريد حراكاً سياسياً وطنياً من أشخاص لم يكونوا يوماً طرفاً في تأجيج المشهد السياسي وعنصراً في افتعال الأزمات، وأدوات صراع، وتفتيت المجتمع.
تعليقات