المشهد الإعلامي العربي ليس وردياً أو مثالياً.. برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب إبريل 28, 2014, 1:06 ص 720 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / أسئلة إلى منتدى الإعلام العربي
ناصر المطيري
أكتبُ هذه السطور في الوقت الذي تتوافد فيه أفواج الإعلاميين العرب إلى الكويت للمشاركة في المنتدى الإعلامي العربي في دورته الحادية عشرة تحت عنوان «الإعلام تحولات وتحديات».
ولعلي أجدها مناسبة مواتية للنظر بعين الموضوعية والحقيقة لواقعنا الإعلامي العربي وتشخيص علله التي تتعدد بتعدد ملله.. وسأتجاوز فيما يلي كلمات التفخيم والتبجيل بالإعلام فلن أطرز العبارات بكلمات منمقة ولن أزخرف الصور بنقش الكلمات على عباءة الإعلام العربي المهترئة كما يحكي واقع هذا الزمان..فانعقاد المنتديات والمؤتمرات الإعلامية لايعني اطلاقا أن المشهد الإعلامي العربي ورديا ومثاليا لتتحول هذه المنتديات إلى مناسبات تحتفي بإعلام عربي رائد وحر ومسؤول ووو.
عن أي اعلام عربي نتحدث اليوم؟
هل نتحدث عن اعلام يتغنى بحرية الكلمة في حين يعتقل الصوت والصورة التي تجسد الحقائق المجردة؟ اعلامنا العربي اليوم وبكل مرارة وأسف صار بعضه يمارس تزييف الوعي الجماهيري «بفعل فاضح علني» تمارس فيه بذاءة الألفاظ ويقود بعضه سقط المتاع من القوم.. اعلام يتقلب مع تقلب موازين القوى فوجدناه مال نحو ارادات الشعوب عندما انتصرت ثم مالبث أن «انقلب» عليها عندما مالت الكفة للجانب الآخر.
كنا في السابق نتحدث عن اعلام عربي تطغى عليه في الجوانب الاجتماعية والدرامية لغة الغرائز والنزوات، غير أن اعلام العرب اليوم أخذ يمارس الفحش السياسي في الكلمة في انتهاك فاضح لعذرية الأخلاق والقيم.. فأصبحنا نسمع ونرى اعلاما عربيا يمارس الفجور في الخصومة لإرضاء القوى المسيطرة عليه ليصبح أداة ظلم وبهتان وسلاحاً بيد بعض الدكتاتوريات السياسية.
هل سيتحدث المؤتمرون في منتدى الإعلام العربي عن إعلام يحجر أكثر مما ينشر؟ أم يناقشون اشكالية الإعلام العربي الذي يتعامل بازدواجية المعايير في القضايا العربية بأبعادها الإنسانية والاجتماعية، إذ كيف ينسجم في العقل العربي الواعي أن يرى ازدواجية المواقف المتناقضة فيما يحدث في مصر وسورية فنشاهد اعلاما تتجزأ فيه المبادئ وتتفتت فيه المواقف.
المشهد الإعلامي العربي اليوم كشف لنا كيف يصدح بالديموقراطية والحقوق والحريات مادام أنصاره في سدة السلطة وما ان يأتي التغيير ليرفع الخصوم وفق آلية ديموقراطية نجد ذلك الإعلام يكيل للخصوم الاتهمات بالاستبداد والتخلف والطغيان، لأنه اعلام لايرتدي الديموقراطية إلا إذا كانت على مقاسسات القوى المسيطرة عليه.
هل سيتداول الإعلاميون العرب في واقع الإعلام العربي الذي يعيش بعضه في أحضان الحكومات والأنظمة ويقتات على تمويلها ودعمها فيمارس اعلام التطبيل والتبجيل على حساب المبادئ والحقوق المكتسبة للشعوب؟
تلك بعض هموم الإعلام العربي وواقعه التي نأمل أن نسمع لها صوتاً في المنتدى الإعلامي العربي مع تمنياتنا للقائمين عليه بالتوفيق والنجاح.
تعليقات