الخدمات الطبية في الكويت .. في غرفة الإنعاش
محليات وبرلمانأغسطس 25, 2008, منتصف الليل 1008 مشاهدات 0
الخدمات الطبية وصلت لمرحلة تكاد تختنق وينقطع عنها التنفس مما أجبرها للدخول في غرفة الإنعاش، لعل وعسى أن تستطيع أن تقف على رجليها كما كانت في بداية الثمانينات .
أعلنت المستشفيات الحكومية في الكويت دخولها مرحلة للشيخوخة المتأخرة جدا, وتنتظر أن تنتهي من هذه الفترة التي ثقل حملها سنين طوال على ظهرها, فلا زالت المباني المتهالكة تقاوم المتغيرات الكثيرة التي تطرأ عليها, ولكن بعضها قد نطق صارخا للفت الانتباه لما آلت إليه مستوى تلك المستشفيات, فكانت أولى هذه الصرخات حريق مستشفى الجهراء، و ثم توالت المصائب واحدة تلو الأخرى، حتى وصل انقطاع الكهرباء والتكييف عن المستشفيات لمدة أيام، وقد زمجرت أصوات التكييف حتى توقفت عن الحراك قليلا، وتم إنعاشها لتقاوم مرة أخرى حياة لا ترغب بها، وتساقطت أسقف بعض المستشفيات كتساقط الأسنان، فهل بقي شيء لم يعلن أنها هرمت فعلا !!
أسرة قليلة وغرف شحيحة لا تتناسب مع التعداد السكاني المتزايد، والذي يتقاسم النوم عليها جميع المرضى, و يتسابق الفرد الذي يملك سلاح 'الواسطة' لحجز موعدا أو مكانا مناسبا له بهذه المستشفيات، وسياسة التنفيع وصلت للعاملين عليها ولعبة الكراسي لازالت اللعبة المفضلة فيها، حيث تجاوزت أعمار بعض المسؤولين أربعين عاما من الخدمة، ولايزال متشبا بكرسيه.
وأدوية متكررة لا تتغير أبدا حفظها المريض، حتى وصل الأمر إلى أن يشخص المريض نفسه، ونال دواء 'البندول' جائزة الصمود أمام الأمراض الكثيرة، فهو الذي لا نفع أو ضرر منه، فكان صمت المريض عنوانا على يأسه وصبره بنفس الوقت أمام ما يعطى له, و لو تغير هذا الدواء لشعر بالشك نحو توجه الطبيب المعالج له، وأنه ينوي على موته.
ولازال المواطن يحلم بإنشاء مستشفى عالي الجودة بمساحة مناسبة، تقدم للمواطن خدمات طبية على مستوى مرتفع من الدقة والخدمات الخالية من الأخطاء الطبية، بالإضافة لوجود كوادر طبية ذات خبرة كافية، يتلقى من خلالها المواطن الرعاية الطبية والاهتمام من قبلهم، فهل سيتحقق هذا الحلم؟ أم ستظل مجرد أحلام وأمنيات في مخيلة المواطن البسيط منتظرا قوة القرار والتنفيذ .
علق مواطنون على يحدث وقال أحدهم ' لقد مللنا من الأدوية البائسة التي تقدم لنا ونشعر بالخوف من كثرة الأخطاء التي يقع بها الأطباء ونتساءل دوما من هو الذي سيقع عليه أحد هذه الأخطاء, ونستغرب من عدم تطوير المباني والأجهزة على الرغم من وجود ثروات هائلة للبلاد فما الأسباب التي تمنع وجود خدمات طبية جيدة وتوفير أطباء على قدر من المسؤولية '
تعليقات