التقصير أمر متوقع جداً في وزارة التربية.. هذا ما يراه وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 481 مشاهدات 0


القبس

الارتجالية تقود العمل الحكومي

وليد عبد الله الغانم

 

مشكلة التكييف في المدارس هزّت وزارة التربية بعد موجة الاحتجاجات من الطلبة والأهالي والعاملين في المدارس. وكشف وزير التربية، في مقابلته الإذاعية، أن سبب المشكلة تراخي المسؤولين عن عقود الصيانة من القيام بعملهم في الوقت المناسب.

ضجة أخرى لامست الوزير عندما صرح بأنه لا مانع من قبول تبرعات الأهالي للمساعدة في حل المشكلة، واعتبر الناس أن هذا التصريح إهانة للمواطنين في دولة غنية مثل الكويت، التي تتبرع لإنشاء المدارس والجامعات حول العالم بأفضل التجهيزات والمعدات، وتتقاعس عن توفير أبسط الخدمات لمدارس أبنائها، لدرجة تصل الى تدخل الأهالي لدعم وتوفير احتياجات المدارس (وهو أمر واقع للأسف).

الحقيقة أن مثل هذا التقصير متوقع جدا في وزارة ينشغل أغلب مسؤولها بالحفلات التربوية أثناء الدوام الرسمي، كما عودتنا على عجزها في الوفاء بالواجبات الأساسية في مواطن مختلفة لها، كما يحصل سنويا في مشكلة توزيع الكتب، أو نقص أثاث المدارس أو التأخير في صرف رواتب الموظفين الجدد، وهي أعمال يُفترض أن تكون أبسط استعدادات التربية، بسبب اعتيادها عليها منذ إنشائها، لكن الواقع مختلف، فما السبب؟!

هل السبب تغيير الوزراء والوكلاء المستمر؟ هل السبب صراعات بعض القياديين والمسؤولين في المناطق والوزارة وعدم تعاونهم؟ هل السبب تقاعد أغلب أصحاب الخبرة والكفاءة من دون توفير صف ثان ملم بالإجراءات، أم السبب ضعف الرقابة على أعمال الصيانة والعقود والخدمات؟

أياً كان السبب فإن مشكلة تكييف المدارس انعكاس حقيقي لتردي أوضاع الإدارة العامة، وعشوائية العمل الحكومي القائم على الارتجالية، وتلميع المسؤولين، والهدر في الصرف من دون تقديم خدمة فعلية ومكافئة.. «ويا ناس برِّدوا على عيالنا الله يبرِّد عليكم».. والله الموفق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك