مكتبة الأسرة الخليجية ومحاربة التطرف!.. بقلم سامي النصف
زاوية الكتابكتب إبريل 26, 2014, 1:10 ص 469 مشاهدات 0
الأنباء
محطات / منيرة والأمل
سامي النصف
المساحة الممتدة من الأذن اليمنى إلى اليسرى لدى الشاب الخليجي أو العربي أو المسلم لا يمكن أن تبقى فضاء خاليا أو منطقة فراغ، لذا إما أن تملأ بأفكار التشدد والتطرف والقتل والتفجير وقطع الرقاب، أو بالأفكار الإنسانية الجميلة، ومن هنا أتى مشروع السيدة سوزان مبارك قبل عشرين عاما بإنشاء «مكتبة الأسرة» لتوفير الكتب المختارة بأسعار «متهاودة» تمكن كل أسرة من خلق مكتبة منزل خاصة بها، وقد قارب المشروع الخيّر على التوقف هذه الأيام بسبب توقف الدعم، لذا نرجو من الدول العربية المقتدرة دعمه وعمل مثله كوسيلة لمحاربة التطرف الفكري وابنه الشرعي.. الإرهاب!
***
بسبب الضيق المالي الحالي بدأت اللجنة التي تديره والمكونة من كبار مثقفي مصر بعملية التشدد في اختيار ما يصدر عنها، ومن ذلك صدور كتاب «ثورة في البرج العاجي» قبل أشهر قليلة والذي هو ذكريات المحامية والإعلامية المصرية منيرة ثابت، ومن خلاله نكتشف أنها أول محامية عربية وأول رئيسة تحرير لجريدتي «الأمل» اللتين أصدرتهما بالعربية والفرنسية وهو ما ينقض الاعتقاد السائد أن السيدة روز اليوسف هي أول صحافية مصرية وعربية.
***
ويتضح من المذكرات أن منيرة ثابت أو «الطفلة الصاخبة» هي أول من طالب بالحقوق السياسية للمرأة المصرية بينما عارضتها السيدة هدى شعراوي التي اكتفت بالمطالبة بالحقوق الاجتماعية، واستمر الخلاف بينهما من عام 1924 إلى 1936 عندما اعترضت شعراوي على المعاهدة البريطانية ـ المصرية، فعقبت منيرة ثابت على ذلك بالقول إنه موقف سياسي لا يجوز أن يصدر من سيدة لا تعترف بالحقوق السياسية للمرأة المصرية، واثر ذلك تم اللقاء بينهما وغيرت شعراوي موقفها للمطالبة بتمكين المرأة المصرية من حقوقها السياسية.
***
آخر محطة: (1) إن صحت حقيقة أن منيرة ثابت، لا السيدتين هدى شعراوي وروز اليوسف، هي أول من طالب بالحقوق السياسية للمرأة المصرية، وهي كذلك أول من أصدر الصحف من النساء، فالأمر ليس غريبا على الإطلاق فأغلب تاريخنا الحديث ـ ناهيك عن القديم ـ غير دقيق ومليء بالأكاذيب.
(2) كتبت منيرة ثابت، وهي طالبة بالثانوية الفرنسية، مهاجمة الانتداب البريطاني، فأمر المندوب السامي رئيس الوزراء المصري بمحاكمتها، وقد شفع لها صغر سنها، وقد أمم الحكم الوطني صحيفتها «الأمل» عام 1960 وأغلقها، وبمثل تلك القرارات القمعية لا يحتاج الوطن العربي لاستعمار أجنبي لقمع أبنائه ومصادرة الحريات، الحكم الوطني يكفيه ذلك.
(3) نرجو أن تتبنى الدول الخليجية وأمانتها العامة مشروع «مكتبة الأسرة الخليجية» كوسيلة للتثقيف ومحاربة التطرف.
تعليقات