إسطوانة التطنيش الحكومية.. إلى متى؟!.. سؤال يطرحه سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب إبريل 26, 2014, 12:56 ص 933 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / دوامة التطنيش
سامي الخرافي
لا شك أن هموم الكثيرين من المواطنين لدى مراجعتهم لبعض مؤسسات الدولة لن تنتهي ما دامت هناك بعض العقول التي لا تعرف أبجديات الادارة وتطويرها بأفضل الطرق وأسهلها، فمن الواجب تحويلها الى متحف الوزارة لتكون ذكرى سعيدة يحتفل بها كل عام في تلك المؤسسات بأن الروتين والتخلف قد تم «وأده»، وسأعرض موضوعين في غاية الأهمية قد واجههما الكثير من الاخوة المواطنين وحتى المقيمين أثناء مراجعتهم لتخليص معاملاتهم.
الموضوع الاول: عند مراجعتك لتلك المؤسسات لإنهاء معاملة خاصة بك فقد تكلم نفسك بأن أمورك ستكون على ما يرام، وليس مهما وجود «الواسطة» أمامك لتخليص معاملتك، المهم تدخل تلك المؤسسة لإنهاء مراجعاتك حالك حال البشر، ورغم الازدحام تقول في نفسك «سهالات» وتنتظر دورك لفترة ليست بالقليلة، ومع وجود «الأجهزة الذكية» أصبحت ماكو مشكلة أبدا، ورغم الحسرة التي تكاد على أثرها تنبط «مرارتك» بسبب الفوضى التي تراها أمامك، فما عليك إلا أن تسوي روحك مو شايف شيء لحين ما يأتي دورك، وبعد المعاناة والانتظار تأخذ معاملتك بفرح وكأنك «طالب» ساقط طوال الأشهر وفجأة تكون شهادة نهاية العام ناجح، شلون ما تدري ويطلب منك الموظف عندها مراجعة «المدير» للتوقيع، وتفاجأ بأن المدير غير موجود لأي سبب كان، وهو لحن قد سمعناه في كثير من مؤسسات الدولة وأصبحت ماركة مسجلة، فتسأل سؤالا «بريئا» وين نائب المدير أو الشخص الذي يفترض أن يحل محل المدير فتدخل عليه لتوقيع معاملتك فيقول لك مع ابتسامة صفراء: ليس لدي «تفويض» بالتوقيع نيابة عن المدير وتقول في نفسك: ليش قاعد دامك غير مخول بتوقيع لن يؤدي بالتأكيد الى شرائي لجزيرة «الوقواق» وهنا تعود الصدمة مرة أخرى بأن الشهادة التي أخذتها ليست لك وهي لطالب يشبه اسمك وعليه فأنت ساقط بجدارة.
الموضوع الثاني: هذا الموضوع سوف أترك «بوفواز» وهو صديق عزيز يتحدث عن معاناته، ويقول: قسما بالله بأنه كانت لديه مراجعة ويتطلب هذا الأمر وجود الملف الموجود في الارشيف في تلك الدائرة، وهي غرفة يعتقد أنها من أيام «عام الفيل» وحتى «الفئران» تركوها لأنها أصبحت قديمة عليهم، المهم بعد أن قدم الورقة للموظف الموجود عند الشباك لتسلم ملفه، فيأتيه الجواب الصاعق والذي يذكرني ببعض الافلام القديمة «أبيض وأسود» عندما يتلقى الصدمة فيجلس على كرسي قبل أن يقع عندما يقول له الموظف: الملف ضايع تخيل الملف يضيع دون أي اهتمام من قبل الموظف والذي أصبح متعودا على تلك الصدمات التي تعرض لها «بوفواز»، فيذهب صاحبنا للمسؤول ويقول له: ماذا أعمل؟ فيأتيه الجواب: عليك بتجميع الأوراق من جديد والله يعينك على التعب.
ما حصل هو بالتأكيد قد لمسه الكثير من القراء الأعزاء، فلقد أصبح هناك مصطلح جديد وهو «النشاط الهدام» وهو لا تعمل ويأتيك كل شيء وانت مرتاح وأمورك طيبة، وإذا عملت وأصبح لديك نشاط «وشاط عمرك» نهدمك فاستريح شوي وارتاح، ما نبي عوار راس وشغل وتفكير.
قد يكون كلامي قد استفز بعض من لديه مثل تلك الفوضى من المسؤولين والمثل الذي يقول «اللي على راسه بطحه يتحسسها» وكنت متعمدا لذلك، فالمسؤولون هم أول الناس ممن يفترض فيهم أن ينشدوا التطوير والتفويض في كل أمر لتسهيل أمور العباد حتى يدعوا لهم بالخير وليس بالدعاء عليهم، فمثل تلك الأمور لا تحتاج الى عقلية جبارة لتنفيذها، بل هو إجراء صادق ينهي معاناة البشر الذين ملوا من عدم وجود المدير والملف ضايع، فهل سيأتي يوم وتنتهي تلك الأسطوانة؟!
تعليقات