الدين ليس ثوبا يفصل ويُلبس وفق الأهواء ويُستبدل حسب المصلحة!.. الشطي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 1339 مشاهدات 0


عالم اليوم

خطوات الإصلاح  /  الباطل لا يُحترم

د. بسام الشطي

 

طالبت عدة دول بإصدار قانون يجرّم الإساءة للديانات والرموز الموجودة فيها وتصبح قضية عالمية ومع ذلك رفضته بعض الدول الغربية بحكم أن ذلك يتعارض مع مبدأ الحرية!!

 فالقانون كان يشمل احترام الأديان، ومنع الإساءة إليها..

فلا يخفى على المسلم أن الأديان كلها سوى الإسلام لا تخرج عن صنفين: وثنيات شركية جاهلية بعيدة عن دين الله عز وجل، وأديان هي في أصلها حق، لكنها حرفت وبدلت وغيرت ونسخت بالإسلام، فأصبحت أديانا باطلة لا يجوز التدين بها، فأي احترام لهذه وتلك؟

وكلمة احترام تعني التكريم والتقدير والتبجيل وما يدور في فلك هذه المعاني.. فالدين الذي يحترم هو الإسلام الذي بعث الله به نبينا ورسولنا محمد بن عبدالله القرشي صلى الله عليه وسلم، قال: {قل يأيها الناس اني رسول الله إليكم جميعا} وهو الذي لا يقبل مع أحد سواه: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، ولو أدركه أحد من الأنبياء لكان واجبا عليه أن يلتزم به وينصر نبيه، كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمن به ولتنصرنه}.

والعجب أن البعض خُدع بمثل هذه الدعوات ولهم مقاصد مختلفة وكأنهم لم يستبينوا سبيلهم وما تنطوي عليه الحروف من معان فاسدة، وربما غرهم عطف تجريم الإساءة إلى الأديان على الإساءة إلى الأنبياء.

والإسلام لم يسء إلى الأنبياء وإلى الحواريين ومنع حتى شتم هذه الآلهة ولكن أمرنا بالدعوة وبيان نواقص هذه الآلهة المزعومة حتى يقيم عليهم الحجة بالبرهان الساطع والدليل القاطع ويبهتهم لأن كلامهم بلا حجة نقلية ولا عقلية ولكن زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون.

ولو تأملنا مليا وأمعنا النظر في دعوتهم لمفهوم الاحترام وحدود الإساءة حتى يمنعوا الدعوة والإنكار وهذه الحسبة تعتبر العرق النابض في الإسلام {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو أمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون}.

وهذه مصادمة صريحة لأصل الدين وهو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله وحده سبحانه، قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}.

ومن الكفر بالطاغوت اعتقاد بطلان عبادة غير الله، وأن كل دين بعد الإسلام فهو باطل.. فمن المعلوم بالضرورة أن الإسلام هو الدين الحق والمؤمنون ناجون عند الله ومن عداهم فمآلهم إلى الخسران..

فلو أقر هذا القانون فماذا عسانا أن نصنع بالآيات التي تتكلم عن الكفر والكافرين وأهل النار واليهود والنصارى {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فهم يطالبون حتما بمنعها وألغاها لأنها -بكلامهم- تدعو إلى الإرهاب والكراهية والعداوة بين الشعوب، وعندها إذا طالبوا والزموا المسلمين وهم في حال ضعف عندها يتذكر المسلم: «لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة حتى لا يبقى في الإسلام من يقول لا إله إلا الله»، وسيطلبون من المؤمنين تطبيقا لميثاق الاحترام أن يلزموا الصمت أما من يدعي أن الله عز وجل له ولد أو صاحبة لأنهم يقرون بذلك، وقد اعتبره الله سبحانه سبا ونقصا، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدّا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا}.

الحديث عن عقيدة وأصول وثوابت الدين ليست مجالا للرأي أو الاجتهاد وحدوده واضحة لا يجوز المساس بها أو التلاعب بحقائقها أو التنازل عنها فهناك: إسلام وكفر، وإيمان وشرك، وولاء وبراء، وحق وباطل.. فيجب التفريق بين احترام ملة كافرة، وأمة مؤمنة.. ولا يمكن أن تتساوى ديانات تعبد الحجر والشجر والبقر والجمادات والغيبيات والحشرات والحيوانات والإنسان وبين من يعبد الله الواحد الدّيان {فماذا بعد الحق إلا الضلال} وقال سبحانه: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون}، وقال عز وجل: {وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات}.

فدين الله ليس ثوبا يفصل ويُلبس وفق الأهواء والأمزجة ويخلع ويستبدل حسب المصلحة!! فلن يمحوا من القرآن قوله تعالى: {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية}.

ولن يزيلوا من السنة الحديث: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت إلا كان من أصحاب النار» أخرجه مسلم..

فالوضوح يتطلب منا الصراحة في بيان الحق والضلال والإفصاح عن سبيل الهداية وسبل الغواية.. والله المستعان

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك