المدارس الخاصة في الكويت .. حاجة أم ترف !!

محليات وبرلمان

تغريد الأبناء باللغة الانجليزية هل هو الهدف الأسمى لدى بعض الأسر ؟

7426 مشاهدات 0


كان التعليم في الكويت قديما محصورا في الكتاتيب الملحقة بالمساجد البسيطة، وبعدها تفرغ بعض أبناء الكويت للتعليم من خلال مدارس بدائية كانت ملحقة بمنازلهم، ومن ثم تطورت قليلا وأنشئت مدرستي المباركية والأحمدية، وهي من أوائل المدارس في ذلك الوقت، التي تميزت ببساطتها، وقد تخرج منها شخصيات بارزة بعدة مجالات.
 وبقي التعليم أهليا يعتمد على التبرعات من التجار والأثرياء حتى جاء مجلس التعليم في عام 1936م، وتولت الدولة الإشراف على التعليم بشقيه الأهلي والحكومي لتتطور الحركة التعليمية في الكويت وتتوسع مجالاتها وتكثر المدارس بها، واصبح الاهتمام باللغات الأخرى من الأولويات لدى بعض المدارس الخاصة   .
 ونتيجة لوجود جاليات عربية وأجنبية مختلفة في البلاد ظهرت المدارس الخاصة، ولاسيما أجنبية المنهج وقد بلغ عددها تقريبا 63 مدرسة عربية وأجنبية،  إلا أن الهدف الرئيسي منها أن يتلقى أبناء الوافدين تعليما مناسبا لهم و للغاتهم المختلفة كما أن عدد المدراس ثنائية اللغة هي عشرة مدارس   .
وأصبح المواطنون الكويتيون يفكرون مليا في مستقبل أبنائهم وخاصة من الناحية التعليمية، حيث أصبح الآباء يرغبون بالحصول على أفضل المدارس، التي تقدم لأبنائهم التأهيل المناسب لمرحلة ما قبل الجامعة، وخاصة أن المناهج تدرس في بعض المدارس الخاصة تتم باللغة الانجليزية، وهو ما يساعد الطلبة مستقبلا في فهم ما يدور حولهم من دراسات متنوعة خارج وداخل الكويت، ولعل البعض لا يجتهد بالبحث عن أفضل المدارس، ولكن لمجرد دفعه المال الكثير يغني البعض عن السؤال والبحث والاستفسار عن الأفضل لمستقبل الأبناء.
 كيفية الدراسة في بعض المدارس الانجليزية الخاصة تشوبها شائبة كبيرة، وهي أن تركيزهم على جعل الطالب يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة, وهي أهم سماتها، والتي تطغى على باقي موادها الأخرى، الأمر الذي يجعلها تجذب أعين بعض الأسر لها، فتجعلهم منبهرين أمام الأطفال ( البلابل ) في اللغة الإنجليزية، و يشعرون بسعادة غامرة لجودة اللغة التي تخرج من أفواه أبنائهم، ولكن هل اتضاح قدرتهم الرائعة باللغة الانجليزية أيضا تتضح أمامهم  في باقي المواد الأخرى !!!.
 كما أن  بعض الأهالي يضع هدفه الرئيسي هو جودة تعلم اللغة الإنجليزية، في حين لغته الأم ضائعة لا تجد من ينقذها, ويشعر أولياء الأمور بسعادة غامرة عندما يرغبون بمناقشة أبنائهم بما يحتاجونه باللغة الإنجليزية, فعندما يصعب على الأبناء أن يجد المترادفات العربية التي في باله, تجدهم يتفاخرون أمام الناس عندما لا يفهمون لغة من حولهم، فتقول الأم لهم  'أنهم خريجي مدارس أجنبية'.
وقلة من المدارس الأجنبية التي تهتم بباقي المواد الأخرى كالعربية والتربية الإسلامية وغيرها من المواد، التي تلتمس بيئة الطفل وحياته، كما أن ضعف اللغة لإنجليزية وكيفية طرق تدريس المواد في المدارس الحكومية، هي أحد الأسباب التي تجعل البعض يرفض أن يدخل أبناؤه ضمن النظام الدراسي بها، ويتجه للمدارس الخاصة حتى وإن كانت مكلفة ماديا.
لابد من معرفة الأفضل للطالب ويتم الاهتمام باللغة الإنجليزية مع باقي المواد  الأخرى في المدارس الأجنبية الخاصة، كما يجب أن تولى اهتماما هذه اللغة أيضا في المدارس الحكومية كباقي المواد الدراسية الأخرى, ويبقى انحياز بعض الأسر للمدارس الأجنبية الخاصة، تكتنفها عدة أهداف كثيرة وأسباب مختلفة، غير أن أغباها هي التفاخر بهؤلاء الأبناء بلغتهم الأجنبية أمام من حولهم, كما تعتبر نوع من المظاهر المهمة التي زحفت، لتصل حتى في نوع المدرسة التي يدرس بها الطفل و يتلقى بها تعليمه!!
لقد أصبح التعليم في الكويت تطغى عليه المادة، فلا هي عادلة بالنسبة للطلبة و لا يستطيع المواطن أن يرمي ثقته في أي منها, سواءا الحكومية أم الخاصة؟ ونعاود التساؤل هل هي ضرورة فعلا، أم تعتبر من أنواع الترف ومظاهر يستخدمها البعض من خلال دخول الأبناء في المدارس الخاصة ؟!!

آراء وتعليقات :

يقول مشاري المدعوجي: بعض الناس يلجأ للمدارس الأجنبية والخاصة لعدم مصداقية المدارس الحكومية وإهمالهم الطلبة من حيث توصيل المعلومة للطالب، أما المدارس الأجنبية  الخاصة تقدم العناية بأكملها من حيث الاهتمام والمراعاة وعدم التمييز لطالب عن آخر إلا بالعلم, وأعتقد أن هدف الأمهات ليس التباهي نحو قدرة أبنائها على التحدث بلغة إنجليزية فإن قلة من ترى الأمور بهذه الصورة، ولكن مصلحة أبنائهم هي الأهم عند الأغلبية، وبالنسبة عن سبب ضعف مستوى اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية لأنه لا توجد رقابة على الطالب ولاعلى المعلم ، حيث أنه توجد حالة إهمال من الطرفين وأما ضعف المواد الأخرى باستثناء اللغة الإنجليزية في المدارس الخاصة فهذا يعود لأهمية اللغة الانجليزية قبل هذه المواد و بالنسبة أيمهما أفضل فكلا المدارس الأجنبية والحكومية يوجد بها آثار سلبية و إيجابية فلا نستطيع أن نحكم أيهما أفضل.

لطيف الظفيري: الناس تلجأ للمدارس الخاصة لتسهيل عملية النجاح لأبنائهم دون تعب وعناء، وبها نوع من التباهي والرياء أمام الآخرين, فكثير من الناس يتباهى أمام الغير كون أبنائه يتحدثون اللغة الانجليزية متناسين أهمية اللغة العربية و التربية الإسلامية التي هي بنظري أهم بكثير منها, ونسأل الله أن يعافي البعض الذي يعتقد أن إجادة اللغة الانجليزية والتباهي أمام الناس شيء مهم والابتعاد عن الذي هو أهم منها، ولعل عدم اهتمام المدارس الحكومية بمادة اللغة الإنجليزية بسبب الضغط الهائل من كثرة المواد الأخرى بعكس المدارس الخاصة، وأنا بصراحة أفضل المدارس الحكومية لأنه لا يوجد تحيز ولكل مجتهد نصيب. 

أم أحمد  تقول: أنها لو فكرت بأفضل المدارس لأبنائها فسوف اختار التي أرى اهتمام أكثر بالطالب، ووجود رقابة جيدة ومتابعة من الإدارة على الطلبة والمعلمين و للأسف أن المدرسة سواء كانت أجنبية خاصة أو حكومية، قد تكون جيدة أو سيئة فهذا عائد للعاملين عليها وضمائرهم , وقد صادفت بعض النساء التي ترغبن أن تتباهى أن أبنائها يلقون تعليمهم في مدارس أجنبية وبنفس الوقت هي تبحث عن الأفضل، ولكن نقطة الاهتمام باللغة الإنجليزية أكثر من المواد الأخرى هي فعلا موجودة ونلاحظها من خلال مستوى الأبناء، وأحيانا نجد العكس في المدارس الحكومية وللأسف هذا يدل على ضعف المعلمين في تلك المادة كما أن وزارة التربية لا تهتم بهذا الشيء فنتمنى لو فعلا يوجد اهتمام و رقابة وتوضع قوانين تفيد الأبناء .

واما منصورالمطيري فيقول: افضل المدارس الخاصة على العامة لأن المدارس الخاصة تهتم باللغة الانجيلزية التي باتت سائدة في كل بقاع العالم، والسبب الآخر أن هناك اهتمام كبير من قبل المدارس الخاصة في الطلبة ويوجد بها كوادر تدريسية على درجة كبيرة من العلم ويهتمون كثيرا بايصال المعلومة للطالب وهذا الشي للأسف يفتقد في الكثير من المدارس الحكومية، وبالنسبة للمحافظة على اللغة الأم فأمرها سهل وذلك باهتمام الأسرة في تعليم أبنائها، من خلال إشراكهم في دور تحفيظ القرآن والأندية الصيفية خلال فترة الإجازة، بالإضافة للدروس الخصوصية.

بينما قال طلال العجمي: المدارس الخاصة تفيد الطالب من ناحية اللغة الانجليزية بسبب تعليمه منذ صغر سنه للغة الانجليزية وبإمكانية كفاءة المعلم الأجنبي بتعليم الطالب وهو أمر ملوس ويوجد فارق كبير بين المعلم العربي والأجنبي من ناحية الإلتزام بالعمل، وتمتاز المدارس الخاصة بحل مشاكل الطلاب بشكل أفضل من المدارس الحكومية والاهتمام بهم، ولكن المدارس الأجنبية تفتقد لتعليم الطالب اللغة والعربية والتربية الاسلامية مثل تحفيظ القرآن الكريم وتعليم الطالب الشريعة الاسلامية والسير على سنة سيدنا محمد صلى الله عليهم وسلم، وتفقد الطالب لغته الاساسية، ومن السلبيات في المدارس الخاصة أيضا اختلاط الجنسين وهو أمر لايقبله الكثير من الناس خصوصا بعد فترة بلوغ الطالب، لأننا في مجتمع محافظ ، وأستغرب من قيام وزارة التربية بفصل الجنسين في الجامعة وغض النظر عن المدارس الخاصة بالنسبة للمرحلتين المتوسطة والثانوية.

الآن - تقرير: أحمد البراك و نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك