الشعوب الحرة لا تنقاد ولا تغيّب عقولها.. بنظر صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 722 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  الشعار وحامله

صالح الشايجي

 

قد يصدق الشعار ويكذب رافعه، بل إن أكثر الشعارات الصادقة يرفعها الكذبة والسراق والمحتالون!

قد يرفع شعار الإصلاح فاسد كبير ويرفع شعار التقوى زنديق آثم قلبه!

قامت ثورات الربيع العربي تحت شعارات براقة صادقة ولكن رافعيها لم يكونوا كذلك، والجماهير الغارقة تتمسك بقشة تنجيها من أجاج اليَمّ، فتنجرف وراء هذه الشعارات بعفوية وصدق ومحبة وتملأ الشوارع والميادين طهرا وتوقا للخلاص، ولكنها لا تدري أنها تسير وراء الوهم وتمشي وراء من أراد حز رؤوسها وتغييبها وتضييعها وأخذها الى المجهول.

وعلى الشعوب التي لم تدق أبوابها ثورات الربيع العربي أن تتنبه إلى انها ليست في منجاة منه وليست محصنة من خراباته وديكتاتوريته ودمويته، فالمؤامرة مازالت مستمرة، والمتآمرون ورافعو الشعارات كثر، بل هم أكثر مما تتصور تلك الشعوب، يرتدون أثواب الطاهرين والنسّاك ويلتحفون برداء الوطنية والإخلاص والصدق، وما هم كذلك، بل هم كاذبون أفاقون يرومون الهدم وتخريب الأوطان وتضليل الشعوب لينالوا جوائزهم لا من أجل إصلاح أوطانهم كما يدعون ويزعمون!

وعدتهم في ذلك، شعارات تنضح بالصدق ولكن قلوبهم تنضح بالكذب، وألسنة تنثر في الآذان بلاسم وأدوية شافية، ولكن حين ينقشع غبار المعركة ويصفو الجو، تراهم ذئابا نهّاشة للحم البريء، لحم من صدقهم وسار وراءهم في مواكب الزيف والكذب.

يكتشف الأبرياء والأطهار والأنقياء أنهم كانوا وقودا في حرب ليست لهم بل عليهم، وأنهم حطب لنار أشعلها من أراد تدفئة جيبه ومن أراد أن يجعلهم سلالم تقوده إلى حيث يبغي.

لست هنا أطعن بثورات الأطهار في بلدان الربيع العربي، بل أنبه إلى أن تلك الثورات المستحقة قد انحرف بها من لا يريد الخير لها ولا لشعوبها لتحقيق مصالحه الخاصة، وقد انكشف ذلك واتضح وضوح الشمس وبات كثير من حملة شعارات الثورة ومشعليها في السجون بعدما حامت حولهم الشبهات لتؤكدها الوثائق وتصدقها الحقائق.

الشعوب الحرة هي التي لا تنقاد ولا تغيّب عقولها ولا تنجرف وراء حملة الشعارات من ذوي الأغراض المشبوهة ومن يرومون بناء ممالكهم الخاصة على أنقاض بلدان هادئة مستقرة ترغد في عيشها وتهنأ فيها شعوبها.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك