عطور.. بقلم عبدالعزيز الدويسان
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان إبريل 14, 2014, 10:50 ص 2311 مشاهدات 0
عطور .. زمان ومكان وأشخاص .. ذكريات تباع داخل زجاجات فتنثر ريحها فيرجع بنا الزمن .. عطور حيوية والعزف على أوتار الرومانسية .. العطور ومفعوله السحري في رفع وتحفيز مستويات الطاقة والحالة المزاجية فحاسة الشم هي أقوى الحواس حيث تبعث رسائل المخ ومن ثم التوجه إلى القسم المسؤول عن المشاعر لتعطيها ردة فعل مباشرة بإحساس معين ، فالعطور تؤثر على العواطف أكثر من الصور و الأصوات .
والعطور ذكرت في القرآن الكريم ' ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ' ، ' والحب ذو العصف والريحان ' ، ويعود تاريخ العطور إلى أكثر من خمسة آلاف عام حيث استخدمه قدماء مصر ولم يستخدموه في الطب والتجميل فقط ولكن استخدموه أيضا كدواء ، وهناك أشخاص مهوسين بعطر معين مجرد مروره ومن دون رؤيته ستعرض هذا الشخص لاستخدامه العطر بشكل دائم ومستمر منذ سنوات .
يقول ابن القيم في الطب النبوي: «وفي الطِّيب من الخاصيَّة، أن الملائكة تحبّه والشياطين تنفر عنه، وأحب شيء إلى الشياطين الرائحة المُنتنة الكريهة، فالأرواح الطيّبة تحب الرائحة الطيّبة، والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة، وكل روح تميل إلى ما يناسبها»
وخلال القرن الثامن عشر كان الملك لويس الخامس عشر مهتم جدا بالعطور وكان أثاثه يدهن يوميا بالعطور وكانت ملابسه تظل داخل إناء للعطور لعدة ايام واهتم بتحويل بعض المزارع إلى مزرعة لنباتات العطرية التي اسسها لويس الخامس عشر جعل باريس مركز مهما للعطور ، وأيضا نابليون اهتمامه بالترف واهتم بدهن العربة الملكية بالعطور ،ويقال أنه في وقت من الأوقات كان يستخدم 60 زجاجة من عطر الياسمين في الشهر وكان أحب العطور إليه هو عطر الجوزفين لاحتوائه على المسك العربي الأصيل، في إنجلترا لم تكن صناعة العطور شيء مهما إلا بعد مجيءهنري الثامن الذي أدخل هذه الصناعة إلى انجلترا .
وهناك من العطور التي لا تضعها على الأجساد أو الملابس هي عطور الكلمة الطيبة ، وفي الختام وقبل الوداع والسلام ' من تعطر بالأخلاق لن يجف أبدا ' .
تعليقات