منى العياف: الطاسه ضايعه بوزراة الإعلام

زاوية الكتاب

كتب 533 مشاهدات 0


ملائكة في القسوة.. 07/07/2007 منى العياف .. ليس لك ان تختار كيف تموت، وليس لك تحديد وقت موتك، لكنك تستطيع ان تتخذ قرارا بشأن حياتك الآن، لك الحاضر وليس ما سيكون، فعش حياتك. *** راح زمان كان فيه العرب يصدرون للعالم حضارة انسانية تشع بالنور وتسطع بالمعرفة، وجاء زمان اصبحوا يصدرون فيه للعالم، قنابل بشرية موقوتة! زمان اصبح فيه دعاة التطرف اكثر علما ومعرفة والكلمة الآن لأئمة التطرف، وفلاسفة عقيدة الانتحار والقتل بدعوى الجهاد ضد ديار الكفر.. وتحول الشباب الغر! الذي منح الفرص ليشق طريقه في بلدان العلم والمعرفة في العصر الحديث، الى شباب من نوع آخر، يوظف علومه في اشاعة ثقافة القتل والارهاب والانتحار بدعوى الانتصار لدين الله! والدفاع عن الاراضي والمقدسات! حدث هذا ولا يزال يحدث في شتى انحاء العالم من الاراضي المقدسة في السعودية، ومرورا بأرض الانبياء في فلسطين، وبأرض الكنانة في مصر المحروسة وصولا الى الولايات المتحدة وبريطانيا اعرق الديموقراطيات الاوروبية الحديثة! ان الاسئلة التي تؤرق الضمير، وتوجع القلب وتستعصي على الفهم، هي كيف يمكن ان يتحول عدد من حملة الدكتوراه، الذين يفترض ان يكونوا حماة للارواح ومطببين للجراح، والذين اقسموا على ذلك، الى مزهقين للارواح، كيف لمن تخرجوا ليكونوا ملائكة للرحمة ان يتحولوا في بلد منحهم العلم والاقامة والمعرفة والحياة الحرة الكريمة، وان يبدلوا جلودهم ويصبحوا ملائكة في القسوة على هذا النحو، وبدلا من ان تحلق ارواحهم في سماء العلم اذا بها تتحول الى كتل من النار والبارود تنفجر في الابرياء! حتما هناك خلل شديد، اصاب العقل والفكر العربي، انه نتاج الجمود الفكري الذي طالما حذر منه الاساتذة والفلاسفة والمفكرون العرب، الذين وصمهم دعاة التأسلم بأنهم 'ليبراليون وعلمانيون وشيوعيون' يجب القبض عليهم والتخلص منهم، واصبحت الساحة لهم، واندثر الحلم العربي في خلق 'انسان عربي اصيل ومعاصر' لمصلحة فكرة المواطن العربي المسلم 'المفخخ'!. .. واحسرتاه على العباد؟! بكل ما في عقولنا من وعي، وما في قلوبنا من ايمان، نستصرخ الضمائر الفكرية العربية ان تنهض من تحت الركام، فنحن امام مفترق طرق، للتخلص من هذه المحنة التي جعلت اعظم الامم اضحوكة في نظر العالم! نحن بحاجة لقيادة الضمير العربي، لترميم بقايا العقل العربي، قبل ان يجرنا لمزيد من الدمار والخراب! *** .. الطاسة ضايعة: في خطوة اعتقد انها استكمال لمسلسل التخبط الذي تعيشه وزارة الاعلام تقرر دعوة الملحقين الاعلاميين بالخارج الى الكويت وانهاء مهامهم بذريعة تجديد دماء المكاتب الاعلامية، وهذا هو الظاهر فقط! اعتقد ان الطاسة ضايعة في الاعلام، فقبل التجديد المزعوم يفترض ان تكون هناك رؤية واضحة لدى الاعلام حول السياسة والخطاب الاعلامي للدولة وهو ما لا نراه ولا نسمع عنه شيئا، فإلى متى يستمر مسلسل الضياع معروضا على المشاهدين.. الى متى؟!
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك