الفساد الكويتي يبدو أكبر من أي رقابة.. هذا ما تراه نبيلة العنجري
زاوية الكتابكتب إبريل 13, 2014, 12:11 ص 773 مشاهدات 0
القبس
رؤية / عندك استعداد للانحراف؟
نبيلة مبارك العنجري
• جمعية الشفافية، منذ تأسيسها لم تكشف لنا قضية فساد واحدة!
من المعروف أن الكوميديا بقدر ما تتمكن من رسم الابتسامة على وجوهنا، وتخفيف الكثير من الهموم والآلام، التي قد تتسلل إلى أعماقنا، فإنها تتضمن الكثير من القيم والرسائل والعبر التي تقتحم قلوبنا وعقولنا من دون إذن أو استئذان.
جملة «عندي استعداد للانحراف بس عاوز حد يوجهني»، جاءت في مسرحية «العيال كبرت»، ووجدت صدى واسعاً بين الجماهير العربية، حتى أننا كلما سمعناها من الفنان الكوميدي الرائع سعيد صالح وجدنا أنفسنا نبتسم، مهما كانت الظروف، وبعيداً عن الأداء المميز والمبهر لسعيد صالح، والتلقائية العجيبة في أدائه، أصبحت الجملة تتناقلها الألسن، وسنحاول هنا قياس مدى تأثيرها في حياتنا.
من المعروف في علم التأكيدات وعلوم الطاقة الكونية، أن الإنسان لكي يكتسب عادة جديدة، يجب أن يلتزم بتكرارها على مدى 3 أسابيع. فتكرار حركة معينة 21 مرة، يجعلها تترسخ في العقل الباطن للإنسان وتتحول إلى عادة لديه.
لا شك أن هذه النظرية قد تجعلنا نندهش بشدة إذا ما فكرنا فيها، وربطنا بما يتكرر على ساحتنا المحلية.. فمجتمعنا تنفتح أمامه كل أبواب الانحراف، ليس على مدى 21 يوماً فقط، وإنما على مدى سنوات طويلة نسمع عن الفساد المستشري، و«البوق» بالمليارات، و«الرشى» و«الوساطات» التي تتحكم أحياناً في توزيع المشروعات واعتماد الترقيات والفوز بالتعيينات.
ونتيجة لكل ذلك نسمع الاتهامات توزع في كل الاتجاهات على الصالح والطالح.. والنتيجة بلا شك مجتمع مهيأ لتقبّل الفساد، أو على الأقل السكوت عنه، وغض الطرف عن أبطاله! أليس كل ذلك كفيلاً بتشجيعنا على الانجرار نحو الانحراف؟!
من منا لا يريد أن يكون غنياً؟! ومن ذا الذي لا يتمنى أن يفوز بالمناصب، ويحصل على الشهرة، ويكتسب القوة دون تعب أو عناء؟!
العجيب والغريب أننا مع كل ما نسمعه عن التجاوزات والرشى والفساد، أصبحت لدينا هيئة عامة لمكافحة الفساد.. هذه الهيئة تملك كل شيء.. الميزانيات الضخمة، والوجاهة الكبيرة والسلطة الواسعة، أعطيت كل شيء.. إلا أنها للأسف غالباً حرمت من شيء واحد، وهو المفتاح (الصلاحيات) لكشف الفساد ومحاسبة المفسدين.
على مر السنين، ورغم كثرة التجاوزات، لم نسمع عن فاسد تمت محاكمته أو متعدٍّ على المال العام تمت معاقبته! وعلى المنوال نفسه سارت جمعية الشفافية، فمنذ تأسيسها لم تكشف لنا قضية فساد واحدة!
كالعادة يبدو أن الفساد أكبر من أي رقابة، وكالعادة يبدو أن هيئة مكافحة الفساد تحتاج إلى هيئة تراقب عملها وتكشف إخفاقها!
لك الله يا كويت!
تعليقات