هدف 'الاتفاقية الأمنية' سياسي مبطن برداء أمني.. هذا ما يراه حسن كرم
زاوية الكتابكتب إبريل 12, 2014, 1:11 ص 653 مشاهدات 0
الوطن
الكتابة 'كراهة' عن الاتفاقية الأمنية
حسن علي كرم
لم أكن لأعود للكتابة عن الاتفاقية الأمنية الخليجية المثيرة للجدل لولا التعقيبات التي صدرت بعد رفض لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية للاتفاقية بأغلبية اعضائها (3 × 2) لاسيما تعقيبي عضو اللجنة الخارجية السيد حمد الهرشاني الذي صرح بالقول «لا يخشى الاتفاقية الأمنية إلا من يضمر الشر لدول الخليج» ورئيس مجلس الأمة الأسبق السيد جاسم الخرافي الذي قال هو الآخر (%90 ممن يعلقون على الاتفاقية الأمنية لم يقرأوها) ولكنني أعود مكرها للكتابة بعدما انحرف الخلاف إلى اتهام وتشكيك بالضمائر..!!
ولعلي بداية متألم من كيل الاتهامات والتشكيك من عضو مجلس الأمة الذي وصل إلى سدة البرلمان بأصوات الناخبين وليس بشيء آخر أن يشكك بوطنية المواطنين وينعتهم بتضمير «الشر لدول الخليج» وقد يكون بين ناخبيه الكثرة المعارضة للاتفاقية، فالرافضون للاتفاقية في الأوساط الشعبية أكثر من الموافقين. والاختصاصيون من حملة القانون والدستور معارضون للاتفاقية أكثر من المؤيدين فهل كل هؤلاء خونة، ومتآمرون ويضمرون الشر لوطنهم الكويت أو للبلدان الخليجية الشقيقة فقط كونهم أبدوا رأياً أو موقفاً يخالف رأي حمد الهرشاني..؟!
هل هذا هو السلوك الديموقراطي واحترام الرأي الآخر الذي يفترض أن يتمثل به هذا العضو ما دام يمثل الأمة في داخل قاعة مجلس الأمة صوت الشعب ونبض حريته واماله ومستقبله..؟!!
وأما قول الرئيس الأسبق لمجلس الأمة جاسم الخرافي ان (%90) من المعارضين للاتفاقية الأمنية لم يقرأوها وهو ما يجعلني أتخيل أن السيد الخرافي قد دار الكويت بيتا بيتا أو اطلع على الضمائر وفحص العيون وشق القلوب وقرأ العقول، ثم حكم على الـ(%90) من المعارضين للاتفاقية بأنهم لم يقرأوها، وهنا يفترض أن السيد الخرافي قد سبق الجميع إلى قراءة الاتفاقية بتمعن بندا بندا وبعيون الخبير الدستوري لا بعيون رجال السياسة وحسب..!!.
نرجو ألا يشكك أحدنا بوطنية أحد.. وألا يزايد أحدنا على أحد، فكلنا مواطنون مخلصون وموالون لهذا الوطن ونخاف عليه حتى وان اختلفت توجهاتنا ورؤانا، فذلك لا يعني أن المخالفين خونة ويضمرون الشر لوطنهم، لقد مرت الكويت بأقسى تجربة واختبار للوطنية وكانت تلك التجربة كافية لاختبار ضمائر ومواقف ومعادن الكويتيين ازاء وطنهم وازاء نظامهم، ولذلك لا يزايد أحد على أحد.
لذلك نستغرب التشكيك في الضمائر وكيل الاتهامات وكل ذلك توظيفا لتمرير اتفاقية أمنية مشبوهة مخالفة للدستور ولاتخدم أمن الكويت داخليا أو خارجيا.. ان أمننا الداخلي مكفول ومأمون برجال شرطتنا الأشاوس الذين في كل حادث يثبتون الكفاءة والجدارة وهم أجدر بحماية أمن البلاد من تدخلات أمنية خارجية.
لقد قلنا وما زلنا نقول: لقد كتبت نصوص الاتفاقية بقلم شيطاني فالهدف من الاتفاقية سياسي ولكنه مبطن برداء أمني..!!
لذلك أقول: لا تكتفوا بقراءة بنود الاتفاقية بسطورها المعلنة ولكن تمعنوا فيما تحت السطور، ولا تنظروا لها كحالة أمنية بوليسية ولكن بما تحمل من نفس سياسي، فهناك من يصوغ الاتفاقيات والقوانين لمكاسب على الأرض..!!
قبل أن نختلف على تفسير الاتفاقية علينا أن نتفق على القراءة الصحيحة لبنودها لا أن ينصب البعض أنفسهم «أبو العريف» وهم في الحقيقة لم يقرأوا كلمة واحدة من بنودها..!!
وأخيرا.. اسأل: ما رأي اعضاء مجلس أمتنا المحترمين المعارضين للاتفاقية في قول زميلهم والتشكيك في الضمائر..؟!!
تعليقات