أحمد الصراف يطالب بأكثر من الحياء

زاوية الكتاب

كتب 462 مشاهدات 0


كلام الناس مفهوم الحياء عدد القراء: 162 07/07/2007 وزعت احدى الجهات منشورات ولوحات لافتة، بعضها دائمة، في اماكن تجمع طلبة المعاهد العليا والجامعات وقد دونت عليها عبارات تفيد بالتالي: 'لكل دين خلق.. وخلق الإسلام الحياء'! لا أدري ما هو تفسير أو مفهوم الحياء بنظر هذه الجهة المعروف عنها التدين، ولكن من الواضح انها تقصد الهامشي من الامور كغض البصر والخفر والحث على ارتداء نوعية معينة من الملابس التي تغطي غالبية أعضاء الجسم، وخاصة بالنسبة للنساء! اما الالتزام بالمواعيد وانهاء العمل او الواجب في موعده والحضور للعمل او الجامعة في الوقت المحدد والتقيد بسداد المديونيات في اوقاتها، وعدم التسبب في ازعاج الغير واحترام خصوصياتهم وقيادة السيارة بأدب، وعدم رفع الصوت عند الحديث واحترام ومساعدة كبار السن وغير ذلك العشرات من الفضائل الأخرى فإنها جميعا لم تكن، كما هو واضح، في ذهن او 'إدراك' من وضع تلك اللوحات. ولو اتفقنا مع تلك الجهة على أن الحياء هو خلق يختص بالدين الاسلامي فقط، فما هي فضائل الاديان الاخرى؟ وهل معنى هذا ان الصدق والرحمة والكرم اقل اهمية من فضيلة الحياء؟ وهي بالتالي منسوبة إلى أديان اخرى: وماذا عن احترام العمل والمحبة واحترام مشاعر الغير والوفاء والشهامة! أليست هذه ايضا فضائل جليلة وحميدة واهمية الكثير منها تزيد على اهمية الحياء؟ ولو قلنا بأن لكل دين خلقه وخلق الاسلام الحياء، وجاء من يتفق معنا على ذلك ويؤكد ان خلق الاسلام الحياء وان خلق المسيحية مثلا هو الصدق! فكيف يمكن ان نرد عليه؟ فإن قلنا ان الصدق من خلق الاسلام فسيسألنا الغير عن سبب عدم تركيزنا على هذه الفضيلة واختيارنا للحياء فقط!.. وان اخترنا عدم الرد عليه فان هذا يعني صحة قوله، وفي هذا اساءة للدين، لأنه ينسب الصدق لغير المسلمين! نتمنى على تلك الجهة القيام بإزالة تلك اللوحات المسيئة، فسلبياتها اكبر من حسناتها، ان كانت لها اي حسنات اصلا. كما يجب ان يعي هؤلاء ان توجيه رسائل مثل هذه في بلد يكاد يكون نصف سكانه من غير المسلمين، فيه اساءة بالغة ليس فقط لمشاعر ولمعتقدات هؤلاء، الدينية والاخلاقية، بل هي مسيئة ايضا للمسلمين انفسهم، فكأننا نقول للعالم أجمع إننا نمتاز بالحياء.. أما هم فلا..! أحمد الصراف
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك