ماضي الخميس يحاور نائبا فاسدا
زاوية الكتابكتب يوليو 7, 2007, 11:02 ص 498 مشاهدات 0
حوار مع نائب فاسد
لا أؤمن بالاتهامات العامة، وأعتقد أنه ظلم كبير أن نعمم اتهاماتنا على أي تجمع، أي
لا يجوز أن أقول إن الوزراء جميعاً ظالمون ولا يؤمنون بالمساواة والعدالة، وإن
أعضاء البرلمان كلهم فاسدون، وإن الصحافيين غالبيتهم مرتزقون!
ولكن هناك وزراء ظلمة، ونواباً فاسدين، وصحافيين انتهازيين.
إن الفساد في المؤسسة النيابية يعتبر من أخطر القضايا التي يجب ان نواجهها بحزم
وشدة، فالنائب من المفترض به ان يكون رقيباً على أداء السلطة التنفيذية، ومحاسباً
للوزراء على تجاوزاتهم، ولكن عندما يكون هم النائب وشغله الشاغل نيل رضا الوزير
والسعي نحو كرم الحكومة فتلك هي المشكلة العظمى.
بعض النواب يعرفون جيداً من أين تؤكل الكتف، ويصطادون في الماء العكر، وتجدهم
متخصصين في فن اقتناص الأزمات والخروج منها بأكبر مكسب ممكن. ففي الاستجوابات
والقضايا الاستراتيجية والقوانين المهمة، تجد هؤلاء النواب لا يحددون موقفاً،
ويبدأون بالتأجيل والمماطلة ،سعياً إلى المزايدة على ثمن الموقف، والضغط على
الحكومة لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة.
ليس هذا فحسب...
فهناك من النواب من يقوم بمهام الوسطاء للتجار وأصحاب رؤوس الأموال والتوسط لهم لدى
الوزراء والحكومة، والضغط أحياناً من أجل ترسية بعض المناقصات عليهم، وذلك بالطبع
مقابل عمولات يحصلون عليها نظيراً لجهوده الجبارة.
ليس هذا فحسب...
بعض النواب الأفاضل على استعداد لتقديم أبسط الخدمات وأتفهها، وانجاز أصغر
المعاملات، وذلك مقابل الحصول على بعض العمولات، وذلك بالطبع عن طريق بعض الوسطاء.
وبالطبع تعرفون أيضاً الكثير من التجاوزات والفساد الذي يمارسه بعض النواب، وهنا
يجب ان تكون لنا وقفة في مراقبة الأعضاء ومحاسبتهم بشكل جدي وفعال.
ونحن نستغرب من أعضاء مجلس الأمة الذين يرفعون شعارات محاربة الفساد ليلاً ونهاراً،
ويبحثون عن أي زلة أو غلطة للحكومة كي يقيموا الدنيا ولا يقعدوها، لماذا لا يقومون
بتنقية جسد المجلس وكشف النواب الفاسدين المرتشين المتآمرين على الأمة والمنتهزين
للأزمات كي يحققوا أكبر فائدة ممكنة؟
أستغرب جداً كيف أنهم يرون الفساد في الحكومة عن بعد، ولايرون الفساد يملأ جيوب بعض
زملائهم!
كم كنت اتمنى ان اسمع وصلات التشدق بحماية المال العام، ومحاربة الفساد، التي
يطلقها النواب اتجاه الحكومة والوزراء، وهم يطلقونها اتجاه بعض زملائهم الذين
يجاورونهم المقاعد!
إن بيت الأمة (البرلمان) إذا نخره سوس الفساد فلا أمل في الاصلاح في أي اتجاه آخر،
ولا ينكر أحد ان بيت الأمة اليوم يعاني الأمرين، ويعاني من شتى صنوف الفساد.
أكثر من نائب في لقاءات عامة وخاصة، سألتهم السؤال ذاته: لماذا لا تحاسبون زملاءكم
الأعضاء على تجاوزاتهم الواضحة؟ بالطبع لم أتلق اجابة رغم أنهم جميعاً أكدوا لي
وجود الفساد داخل المؤسسة التشريعية.
أتمنى أن نبدأ جدياً بمحاسبة الأعضاء والنواب بشكل فاعل وجدي من أجل أن ننقي جسد
الأمة من أي شوائب... ودمتم سالمين.
الراي
تعليقات