'إلى من علمونا ..مع التحية' .. بقلم أماني العدواني

إلى من نهلنا العلم منهم وتجرعنا الحكمة والخبرة من تجاربهم وتعلمنا القيم والمبادئ واتقان العمل على أيديهم ...إلى من أفنوا أعمارهم وقضوا حياتهم في عطاء مستمر للوطن والمهنة،الى من بذلوا الجهود الجبارة وأخلصوا في العمل وأتقنوا في الأداء وأحسنوا للرعية ،إلى من أخذوا فرصهم في الترقية والارتقاء وتقلد المناصب ومنحوا شرف العطاء والقيادة المهنية،إلى من حققوا أحلامهم الوظيفية ووصلوا لطموحاتهم الشخصية وأشبعوا رغباتهم الذاتية...هناك جيل يئن من اليأس والاحباط ، وهناك طوابير من الشباب الكفؤ ينتظر فرصته في التقدم المهني والارتقاء،وهناك دماء جديدة مفعمة بروح الشباب والهمة تنتظر أن يفسح لها المجال للابداع والعطاء ،وهناك أفكار خلاقة تريد من يطلق لها العنان لتطير في سماء الواقع وتطبق في الميدان ، وهناك حملة شهادات و كفاءات يبحثون عن بصيص أمل و ينتظرون الضوء الأخضر لتطبيق حصيلة خبراتهم العلمية والعملية،وهناك من جد واجتهد وثابر وبعد أن وصل الى حافة النجاح وتحقيق الأحلام صدمه واقع (عدم توفر الشواغر)، وهناك غيرهم الكثير ممن ينادون بتطبيق مبدأ العدالة المهنية ويطالبون بحقوقهم الوظيفية ...أما آن لجيل الشباب أن يأخذ حقه في المناصب القيادية ،و أن يطبق في وزاراتنا مبدأ تعاقب الأجيال،وأن يشعر الموظف بالأمان الوظيفي والعدالة المهنية ؟ أم أصبحت الوظائف حكر على أشخاص معينين ومحصورة بجيل أعطى وأجزل في العطاء وقد آن الأوان لكي يفسح الطريق ويعطي الفرصة لغيره، ويسلم الأمانة لتلاميذه ،فنحن والله لا ننكر فضلهم ولا نستهين بخبرتهم ولا نلغي أهميتهم...فلا تجتمعوا مع القرارات المتسرعة والظالمة على هؤلاء الشباب ولا تصبحوا سدا منيعا وحاجزا أمام تحقيق أحلامهم والوصول الى طموحاتهم وأمانيهم.... والأدهى والأمر أن يكون قرار احالة التقاعد لمن أكمل الثلاثين عاما والصادر من مجلس الوزراء مطبق في جميع الوزارات وعندما يصل الى باب وزارة التربية نجده يجمد والأصعب بأن يكون بتشجيع وتصفيق من الممثل الرسمي للمعلمين والمدافع عن حقوقهم ... فلا أرى تناقضا والله أكثر من هذا الواقع المتناقض ...يطلبون منا تعليم وقيم واحترام وتطبيق للقانون في الوقت الذي يمثلون لنا نموذجا سلبيا في مخالفة القانون ..فلنمنح الشباب حقوقهم ولنفسح الطريق لهم ولنطلق العنان لأفكارهم وابداعاتهم...ولتتضافر جميع الجهود لتكون منظومة متكاملة تبدأ بخبرات الأجيال السابقة وتنتهي بأفكار الشباب الجديدة والخلاقة لتصب في خدمة الوطن الغالي

أماني علي العدواني