المحسوبية الظالمة وإحباط الكفاءات الوطنية!.. بقلم خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب إبريل 4, 2014, 1:14 ص 1380 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / 'المحسوبية' مسمار يدق في نعش الكفاءة
د. خالد عايد الجنفاوي
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” ( المائدة 8) تؤدي المحسوبية, وكل ما يرتبط بها من محاباة وتنفيع, إلى تحبيط الكفاءات الوطنية, بل وتثبيط عزائم المخلصين من المواطنين. فعندما يدرك الانسان المكافح والمخلص في مواطنته, وفي عمله, أن إمكاناته الشخصية, ومهاراته, وخبراته المكتسبة لا تساعده وحدها بالضرورة على ربط آماله وتطلعاته المشروعة في تحقيق ما يستحقه من نجاحات, فكيف يواصل العطاء, والايثار, والتضحية بوقته وبجهوده? المحسوبية تُلغي فرص تَحول الالتزام والاخلاص في العمل, وفي ممارسة المواطنة الصالحة إلى نشاطات مجزية بذاتها, اذ لا يمكن أن يتحول الاخلاص في العمل والمثابرة نشاطات مجزية في بيئة المحسوبية, والتنفيع, والمحاباة الظالمة للكفاءات الوطنية, ولذلك الحكومة الجادة في عملها تحرص على تسوية حقول المنافسة بين الكفاءات الوطنية. يمكن لأي حكومة أن تكافح المحسوبية, ومظاهر الفساد المتعلقة بها عندما تبدأ في تطبيق إجراءات احترازية تتسم بالشفافية والعدالة, على سبيل المثال, لا يمكن أن تستمر بعض المظاهر الصارخة لتعارض المصالح والتنفيع الفج, ونحن نعيش في عالم معاصر لم يعد يتحمل استمرار أي نوع من الفساد! بمعنى آخر, من المفترض أن تحرص أي حكومة معاصرة على تسوية حقول المنافسة بين مواطنيها, وخصوصا من أهل الكفاءات وعقول الأمة, اذ ليس من المنطق أن يربط أحد المخلصين نجاحه بحصوله على رضى فلان من الناس أو بنجاحه في التقرب من بعض ذوي الشأن والمتنفذين. الكفاءة الوطنية بشكل أو بآخر هي إنسان مستقل, وحر, وكفؤ بذاته, ولذلك يستمر عقلاً مبدعاً يستطيع الانجاز الفعلي في أي مكان من دون حاجته الى تدخل ووساطة الآخرين. أصعب ما يواجه الإنسان السوي, الوطني, والجاد, والرزين, والمهني, هو ما يبدو وقوف بعض تطلعاته وآماله المشروعة في النجاح والتميز أمام جدران التملق والتزلف بهدف الحصول على ما يستحقه بسبب خبرته وكفاءته وإنجازاته, بل يحدث أحياناً أن يبتعد الجادون, وبعض المواطنين الصالحين, والناس الأسوياء عن كل تفاعل اجتماعي يعتقد بعضهم انه سيرغمهم لاحقاً على التملق لفلان من الناس, أو التودد له فقط لأن فلاناً, ووفقاً لأوضاع اجتماعية معوجة يمتلك مفتاح بوابة النجاح. تسوية حقول المنافسة الشريفة تقضي على المحسوبية الظالمة.
تعليقات