رئيس وزراء بريطانيا الأسبق واصفا الكويت:

محليات وبرلمان

واحة الهدوء في صحراء مليئة بالاضطرابات

1766 مشاهدات 0


وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور دولة الكويت بأنها واحة الهدوء في صحراء تموج بالاضطرابات.
وقال ميجور في محاضرة بعنوان (بريطانيا العظمى والكويت .. صداقة وتحالف في عام متشابك) والتي تأتي في اطار سلسلة (محاضرات ديكسون) التي تنظمها السفارة البريطانية في الكويت بمناسبة انتهاء الأسبوع البريطاني 'إن علاقتنا التاريخية والحالية مع الكويت ترتكز على ثلاثة عناصر رئيسية وهي الروابط بين شعبينا والبحث عن الاستقرار في منطقة مليئة بالاضطرابات وقدرتنا على المساعدة في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية'.

وأضاف ميجور في محاضرته التي عقدت في (مسرح عثمان عبدالملك الصالح) بكلية الحقوق بجامعة الكويت أنه يشعر بمتعة كبيرة عندما يأتي الى الكويت لاسيما أن لديه أصدقاء يعتز بهم تجمعه بهم ذكريات لن ينساها أبدا'.
واستعاد ميجور ذكريات الغزو الغاشم للكويت في عام 1990 قائلا 'التقيت بصاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في المملكة العربية السعودية واسرعت في التعهد بتقديم الدعم البريطاني .. وبعد التحرير توجهت على الفور إلى الكويت وشاهدت اثار الدمار والأضرار التي خلفتها القوات العراقية المنسحبة وأذكر أن الهواء كان ملبدا بالدخان المتصاعد من ابار النفط المحترقة طبعت في كل مكان تقريبا كما كانت تتناثر مخلفات المعارك في الشوارع'.
ولفت الى أن الكويت التي رأيتها في ذلك اليوم لا يمكن التعرف عليها مقارنة بالكويت اليوم والتي تزخر بأبراج متلألئة تطال شمس الصحراء وتعد احد المعالم الملموسة على ما تحقق في العقدين الماضيين.. انني فخور بحق بما قدمته المملكة المتحدة من مساعدة لتحقيق ذلك'.
وواصل ميجور سرد ذكرياته بالقول 'هذه مجرد ذكريات من رحلة جمعت المملكة المتحدة والكويت معا بيد أن ما يجمعهما يضرب جذوره في التاريخ والمسعى المشترك بدءا من العلاقات التجارية لاسيما ونحن شعبين بحريين .. ففي أوائل القرن ال18 كانت العلاقة بين المملكة المتحدة والكويت تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وفي كثير من الأحيان التقاء الأفكار'.
واكد أن ذلك ليس مستغربا على الإطلاق 'فما يجمعنا كدول من قواسم مشتركة أكبر بكثير مما يعلمه معظم الناس فقصة تاريخنا ترويها الإصلاحات والبرلمان و(النظام الوراثي في الحكم) والحرية الفردية فكم قاتلنا جنبا إلى جنب ضد المعتدين علينا وقد ساعدنا نحن البريطانيين في الدفاع عن الكويت في عام 1899 وعام 1921 وعام 1961 وبطبيعة الحال عام 1990.' كما أبرز رئيس الوزراء البريطاني الأسبق دور الكويت في عام 1940 عندما ساعدت بلاده بشراء طائرات نفاثة سمحت بانتصار بريطانيا في الحرب العالمية الثانية.. كما ان بلدينا تجاريين ولهما سواحل بحرية.
واذا كان نابليون وصف بريطانيا بأنها بلد التجار فبالتأكيد ستكون الكويت بلد ملاك المحال ونحن دولتان صاحبتا تاريخ اجتماعي حيث المقاهي في لندن والديوانيات في الكويت فكلا الشعبين يأنسان بالشاي الساخن وما يدور حوله من حوارات سياسة ساخنة أيضا.
وفيما يتعلق بالدور الذي يمكن أن يلعبه كلا البلدين في بناء المستقبل قال ميجور إن المملكة المتحدة 'يجب أن تتمسك بالتزامها بأمن الكويت والخليج وأعتقد أيضا أن المملكة المتحدة والكويت يجب ان يعمقا شراكتهما في مجال التنمية الدولية'.
كما أشار الى أن بلاده يمكن أن تتعلم من نهج الكويت في العلاقات الدولية 'فإن قدرة الكويت كبلد صغير وسط محيط مضطرب بالتعامل مع المصالح المتعارضة للقوى الكبرى يدعو الى الاعجاب كما كان لموقفها الذكي وتفهمها الحقيقي والذي يمكن أن يوصف بأنه فاق أي دولة خليجية أخرى سمح للكويت بأن تكون وسيطا نزيها في منطقة مليئة بالشك والريبة'.
وعقدت المحاضرة تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبحضور السفير البريطاني لدى الكويت فرانك بيكر.
يذكر أن السير جون ميجور ولد في 29 مارس 1943 وتولى رئاسة وزراء بريطانيا بين عامي 1990 و 1997 أشرف في تلك الفترة على اكبر مراحل النمو الاقتصادي في بريطانيا وبدء عملية السلام في ايرلندا الشمالية ومشاركة المملكة المتحدة في تحرير الكويت.
وتعود تسمية (محاضرات ديكسون) تخليدا لذكرى ممثل بريطانيا في الكويت في اوائل القرن العشرين السيد هارولد ديكسون وزوجته فيوليت ديكسون والمعروفة أيضا باسم (أم سعود) اللذين اشتهرا بحبهما للكويت والممثل في متحف (بيت ديكسون) الذي يلخص تاريخ الصداقة بين المملكة المتحدة والكويت.
وبعد تقاعده من الحياة السياسية عمل ديكسون لدى شركة نفط الكويت الشركة التي كان أول ممثل محلي أعلى لها في الكويت كما ألف عن الكويت العديد من الكتب.

الآن : كونا

تعليقات

اكتب تعليقك