تأجيل مشروع زيادة علاوة الأولاد كما يراه الدعيج أمر غريب وعجيب
زاوية الكتابكتب إبريل 3, 2014, 1:22 ص 1217 مشاهدات 0
القبس
العجز المتوقع صدق والا كذب
عبد اللطيف الدعيج
طلب الحكومة عقد جلسة سرية لاقناع نواب مجلس الامة بضرورة تأجيل مشروع زيادة علاوة الأولاد أمر غريب وعجيب. والاعجب منه موافقة اغلب اعضاء مجلس الامة على الطلب، ثم موافقتهم بعد عقد الجلسة على طلب التأجيل.
اجد صعبا جدا فهم استجابة اعضاء المجلس لطلب الحكومة، تماما كما اجد صعوبة اكثر في تفهم دوافع واسباب الطلب الحكومي نفسه. فحكومتنا هي حكومة دولة الكويت، المهيمنة على شؤون الدولة برمتها، شعبا ومؤسسات وسياسات. ليست حكومة مجلس الامة وليست المسؤولة عن شؤون الخمسين نائبا وحدهم. لهذا كان الاجدى والاهم هو اقناع الشعب الكويتي الذي تحكمه حكومة الشيخ جابر المبارك بضرورة وقف الطلب على زيادة علاوة الاولاد وليس اقناع اعضاء مجلس الامة. اصلا اعضاء مجلس الامة ليسوا بحاجة الى جلسة لاقناعهم. فالحكومة قادرة على اقناع اعضاء هذا المجلس خلف الكواليس مثل ما كانت قادرة وشاطرة في اقناع ما سبقه من مجالس. وربما حسب زعم البعض فان اقناع اعضاء هذا المجلس اكثر سهولة من اقناع مجالس المعارضة السابقة.
اعضاء مجلس الامة يمثلون ناخبيهم. والناخبون - كما هو مفترض- هم من دفعوا النواب الى تبني مقترح زيادة علاوة الاولاد. لهذا فان المطلوب لو كانت الحكومة تفتهم اقناع الناخبين وليس ممثليهم فقط. فأمس وكما كان متوقعا عبر اغلبية الناس «مع الاسف» عن استهجانهم ورفضهم لموضوع التأجيل. اي ان الحكومة لم تفعل شيئا على الاطلاق، فما زالت نار الزيادة مشتعلة ورغبة الناخبين تغذي هذا الاشتعال. وغدا او بعد غد ستضطر الحكومة الى مواجهة طلب الزيادة وربما غيره من طلبات المنح والعطايا.
اذا كانت الميزانية العامة تعاني من ازمات او ستعاني بالفعل من ازمات قادمة، فان المفروض شرح ذلك للمواطنين. وتثقيفهم، بل اعدادهم لتقبل والتعامل مع الشح والفقر المتوقع. موقف الحكومة وموافقة اعضاء مجلس الامة على مناقشة رفض الزيادة في جلسة سرية يشير مع كل الاسف الى ان الحكومة والخبراء الذين حذروا من عجز الميزانية القادم «كذابون» والا لماذا السرية ولم لم تشرك الحكومة الناس كما هو مفروض في «القلق» والهم الذي تعانيه بسبب احتمالات العجز القادم؟.
تعليقات