انتخاب السيسي يحركه الهوى والعاطفة السياسية.. هذا ما يراه ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1024 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  مصر.. انتخاب شخص أم مشروع سياسي؟

ناصر المطيري

 

على ما يبدو حتى الآن ان الطريق ممهد للمشير عبدالفتاح السيسي لتحقيق فوز بلا منافسة حقيقية بانتخابات الرئاسة في مصر بعد ان طغت شخصيته على المشهد السياسي المصري، وبعد ان تم حصر جماعة الاخوان المسلمين وسجن رموزهم..

ولكن السؤال المهم هو هل المصريون الذين سيصوتون للمشير السيسي رئيسا عليهم سيصوتون لشخصه أم لمشروعه السياسي، وهل فعلا هناك ثمة مشروع سياسي لديه؟

ما يتضح اعلاميا ومن ردود فعل المصريين ان مسألة اختيار السيسي للرئاسة مرتبطة غالبا في الانبهار بشخصية السيسي العسكرية ناهيك عن الأثر الوطني للجيش في نفوس المصريين، وهذا ربما يعني ان التصويت سيكون للشخص وليس للمشروع او البرنامج السياسي، وهنا تبرز الاشكالية السياسية في ذهن المواطن العربي الذي تربى ونشأ في اختياراته وجميع معايير المفاضلة لديه على المعيار الشخصي الذي قد يقوم على القرابة أو الفزعة القبلية أو الحمية الطائفية أو الولاء لرمزية بعض الأشخاص ذوي التأثير في الجمهور، لذلك لا نجد اليوم مصريا يطالب السيسي ببرنامج سياسي أو خطة لقيادة مصر خلال المرحلة القادمة بكل تحدياتها.

لم يظهر حتى الآن أي مؤشر على ان السيسي وضع استراتيجية سياسية أو أمنية لتجاوز السياسة الأمنية المتبعة في مصر منذ الاطاحة بالرئيس المنتخب السابق محمد مرسي، الا ان السيسي أعرب فعلا عن قلقه ازاء التحديات الاقتصادية «الهائلة» التي تواجهها مصر في الخطاب الذي ألقاه في 26 مارس، ووصف بطالة الشباب واعتماد الحكومة على المساعدة الخارجية بأنهما أمر «غير مقبول»، لافتا الى ان المصريين سينبغي عليهم القيام بتضحيات.

على الشعب المصري المعروف بوعيه وتفاعله السياسي ان يتجرد من الاختيار العاطفي القائم على الجانب الشخصي ويبدأ بطرح الأسئلة الصعبة والمتعلقة بمصير مصر ومستقبلها، ما المشروع الذي سيحمله السيسي لجهة الحريات والمسار الديموقراطي؟

هل سيعبر السيسي عن التزامه بالتعددية السياسية ويتخذ خطوات لاعادة فتح المجال السياسي للعلمانيين والاسلاميين على السواء؟

ما المشروع الاقتصادي الذي ينتشل مصر من وحل الديون والقروض والمنح رغم ماتمتلكه من موارد بشرية ومصادر دخل كبرى؟

أهمية الاختيار الموضوعي المجرد للرئاسة في مصر هو كونه ضمانة للاستقرار وقوة لمصر ومكانتها بدلا من ان يكون الهوى والعاطفة السياسية هي الموجه والمحرك للقرار الانتخابي.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك