'مرفوض'.. عبد الله العدواني منتقداً التدخل الأميركي في الشأن الكويتي

زاوية الكتاب

كتب 749 مشاهدات 0


الأنباء

دلو صباحي  /  موقف رئيس

عبد الله العدواني

 

تابعنا جميعا باستياء تصريحات المسؤول الأميركي الذي يتهم وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور نايف العجمي بأنه يدعم الإرهاب.. وتعجبنا جميعا ككويتيين من حماقة هذا المسؤول وتبجحه وتطاوله على دولتنا ذات السيادة.

وكم كانت ردود الأفعال واسعة وعنيفة من كثير من الكويتيين، ليس لأن الوزير العجمي قريب لهم أو من قبيلتهم، ولكن لأن تطاول هذا المسؤول يعد تطاولا على الكويت والكويتيين ككل.. وكأنما هناك في الأمر شيء يدبر لهذا البلد.

ما أراح بالنا هو ما صدر أخيرا عن مجلس الوزراء، والتصريحات التي خرجت بعد اجتماع المجلس برئاسة سمو الرئيس الشيخ جابر المبارك.. فقد خرجت التصريحات تقول: إن الكويت أعربت عن استيائها لاتهامات صادرة عن احد المسؤولين الأمريكيين تشكل مساسا بوزير العدل ووزير الأوقاف د.نايف العجمي، مجددة ثقتها به، وموقفها الثابت من رفضها للإرهاب بكل أشكاله وأنواعه.

ما صدر عن مجلس الوزراء، في الحقيقة، يعكس شجاعة رئيسه، وحكمته، لأن الرئيس لم يتخل عن وزير اختاره بعناية في أول محطة، ولم يوافق على اتهامات جزافا من بلد آخر، حتى وإن كانت هي الامبراطورية الأميركية، أعظم دولة حاليا في العالم، والتي تتحكم في مقدرات شعوب ودول.

تمسُّك سمو الرئيس بوزيره، ودفاعه عنه يبينان معدن سموه، ونهجه الفريد في عدم التخلي عن اختياراته في أول مفترق طرق، بغرض العثور على طوق النجاة الذي يحتفظ له بمنصبه.

الإيجابي، في هذا الأمر أيضا، هو ان مجلس الوزراء استمع خلال الاجتماع إلى شرح من الوزير العجمي، حول التفاصيل المتعلقة بخلفية هذه الاتهامات والمزاعم، التي اكد عدم صحتها، وعدم استنادها الى معلومات، وأدلة موثقة.

وبعد ذلك اكد مجلس الوزراء ثقته في وزير العدل ووزير الأوقاف.. وجدد المجلس التأكيد على موقف الكويت المبدئي الثابت من رفضها للإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه، وايا كانت أسبابه، وسعي الكويت الدائم إلى العمل الجاد، وبالتعاون مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات والمؤسسات الدولية ذات الصلة، من أجل مواجهة الإرهاب، وتجفيف منابعه، والقضاء على أسبابه.

أي إن الحكومة الكويتية تؤكد رفضها للإرهاب، والمنظمات الإرهابية بالطبع.. وهو ما يجب أن تعيه أميركا ومسؤولها.. لأن الكويت من الدول المرشحة لأعمال إرهابية، ومحاولات لإثارة الفتن والفوضى.. وبالطبع مجلس الوزراء لن يأوي، أو يضم في جنباته وزيرا يدعم ما يمكن أن يهدد أمن وسلامة البلاد واستقرارها، ويهدد مجلس الوزراء نفسه.

هنا نقول للمسؤول الأميركي وبلاده: إذا كنتم تحاربون الإرهاب فانظروا إلى الجهة الأخرى من الخليج العربي، حيث يمارس الإرهاب في إيران، وإن كنتم ضد الإرهاب فأين أنتم، فعليا لا شكليا، من سورية التي يمارس فيها الإرهاب من أكبر مسؤول إلى أصغر شبيح؟

ونقول للمسؤول وبلاده: إن تدخلكم في شؤوننا أمر مرفوض مرفوض، فحاولوا كسب ود هذا الشعب، وحكومته وقيادته، لأن مثل هذه التلميحات لن تجدي نفعا معنا.

وأخيرا، نشكر مجلس الوزراء، وسمو الرئيس على الموقف الذي يعكس أصالة ونضج من اتخذوه.. شكرا بوصباح.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك