صلاح الفضلي يرى أن الصحف الجديدة لم تقدم جديدا فى الكويت، ولايتوقع توقفها لأن غالبيتها ممثلة لمراكز قوى سياسية وتجارية
زاوية الكتابكتب أغسطس 14, 2008, منتصف الليل 630 مشاهدات 0
هل نجحت الصحف الجديدة؟
كتب د. صلاح الفضلي
توجد لدينا في الكويت الآن 14 صحيفة يومية، خمس منها صحف قديمة، بينما الصحف التسع الباقية صدرت بعد قانون المطبوعات الجديد الذي فتح المجال لإصدار تراخيص لصحف جديدة.
إصدار صحيفة من حيث المبدأ هو مشروع تجاري يستهدف الربح المادي، ولكن الوضع في الكويت مختلف بعض الشيء، فغالبية الصحف الجديدة ليست مشاريع تجارية بحتة، بل هي ممثلة لمراكز قوى سياسية وتجارية، وهذا لا يعني أن هذه الصحف لا تعمل على أسس تجارية، ولكن أصحاب هذه الصحف في الوقت نفسه مستعدون للاستمرار في إصدارها حتى لو لم تحقق أرباح، بل حتى لو كانت تؤدي إلى خسائر مالية يمكن تحملها.
من المعلوم أن دخل الصحف يعتمد اعتماداً شبه كلي على الإعلانات، وسوق الإعلانات الصحفية في الكويت يقدر بحوالي 60-70 مليون دينار سنويا، وتقدر مراكز بحثية أن نسبة نمو إيرادات الإعلان في الكويت تبلغ 9% سنوياً. بعد مرور أكثر من سنة على بداية إصدار أول الصحف الجديدة، لم تستطع أي من هذه الصحف أن تنافس على المراتب الثلاثة الأولى من حيث الانتشار، وهي المراتب التي تحتلها الصحف القديمة. وزيادة على ذلك فإن أي من الصحف الجديدة دون استثناء مازالت حتى الآن لم تحقق أي أرباح مادية.
بعيداً عن الأرباح المادية التي تهم ملاك الصحف فإن السؤال المهم فيما يخص الصحف الجديدة هو هل نجحت هذه الصحف في تقديم إضافة إيجابية إلى الصحافة الكويتية؟ حدثني رئيس تحرير أحد الصحف القديمة قائلاً: كنا متخوفين أن تؤثر الصحف الجديدة على وضعية الصحف القديمة، على اعتبار أن الصحف الجديدة وفي محاولة للتميز عن الصحف القديمة قد تلجأ إلى رفع سقف الحرية أكثر مما كان عليه، وبالتالي تستقطب القراء، ولكن بعد فترة من صدور الصحف الجديدة زال هذا التخوف، لأنه – والقول مازال لرئيس التحرير- يبدو أن رؤساء تحرير الصحف الجديدة أدركوا أن الوضع ليس بالسهولة التي كانوا يتصورونها، وأن الصحافة في الكويت تحددها العديد من عناصر العلاقات الاجتماعية والمصلحية التي تفرض على رؤساء تحرير الصحف وضع العديد من الخطوط الحمراء قد تكون أكثر مما هو موجود في الصحف القديمة.
من يتابع الصحف الجديدة لا يجد أنها قدمت إضافة جديدة للقارئ، بل سارت على نفس نمط الصحف القديمة من حيث طريقة تغطية الأخبار والأحداث أو من حيث الإخراج –مع بعض الاستثناءات المحدودة- أو من حيث مستوى حرية التعبير. من المعلوم أن كتاب المقالات يمثلون جانب مهم في نجاح أي صحيفة في الكويت، ولكن الصحف الجديدة برغم من كثرة الكتاب فيها لم تستطع أن تبرز إلا قلة من الكتاب الذين لهم شريحة واسعة من القراء، والسبب في ذلك يعود إلى عدم اهتمام الصحف الجديدة في استكتاب أقلام قادرة على العطاء، فأصبحت الكتابة الصحفية تعتمد على العلاقات الاجتماعية أكثر منها على القدرة على الكتابة الصحفية، ولذا تحولت غالبية المقالات إلى ما يشبه «كلام ديوانية» لا يصلح للنشر حتى في صفحة بريد القراء.
إذا لم تستطع الصحف الجديدة ابتكار طرق جديدة لجذب القارئ أو أن ترفع مستوى حرية التعبير فيها فإنها سوف تستمر في تكبد الخسائر، وحينها سوف تتوقف الصحف المبنية على أسس تجارية، بينما تستمر الصحف الممثلة لقوى سياسية أو اقتصادية في الصدور لأن هدفها ليس الربح، لكن دون تقديم إضافة جديدة للصحافة الكويتية.
تعليقات