أمينه العلي تفضل حصانا يرميها أرضا
زاوية الكتابكتب يوليو 6, 2007, 7:33 ص 508 مشاهدات 0
أمينة العلي
في 8 مارس ومع اشراقة الربيع تحتفل نساء العالم بعيد المرأة العالمي، لكن ماذا نعرف
نحن عن هذا العيد أو هذا الاحتفال؟ وما هو وضع المرأة في بلاد كثيرة من العالم وهي
تحتفل به هذا العام؟ وكيف يمكن ان يكون منطلقا للمرأة في بلادنا في هذه المرحلة
المهمة من حياتنا؟ كان ذلك عام 1940 حين قدمت 250 عاملة في شيكاغو بالولايات
المتحدة الاميركية دماءهن ثمنا لأبسط الحقوق، رفع الاجور حتى تكفي لقمة العيش، ومن
أجل تحسين ظروف العمل لتصبح أكثر ملاءمة للإنسان، وتخفيض ساعات العمل حتى تستطيع
عاملات النسيج تنفس بعض الهواء النقي، وحين رفض أصحاب المصانع الرأسماليون هذه
المطالب خرجت جموع النساء المضطهدات في مظاهرة ضخمة اجتاحت مدينة شيكاغو، وارتفعت
أصواتهن تطالب بالعدل وسقطت الشهيدات برصاص البوليس المتحالف مع الرأسماليين وتحققت
بالدم بعض مطالب العاملات، لكن نضالهن لم يتوقف، ومنذ ذلك التاريخ أصبح يوم 8 مارس
عيدا للمرأة يمجد شجاعتها واصرارها على نيل حقوقها». (انتهت المعلومة كما قرأتها)
اعتقد انه لم تكن الحركة النسائية وقتها على وعي بأن ما تقوم به من كفاح كان يجب أن
يوجه الى الاضطهاد والظلم عموما لا إلى حقوق المرأة المسلوبة وحدها ومع ذلك فقد
كانت الحركة النسائية في بدايتها وكانت تخطو الخطوة الأولى، ولكن تغيرت الظروف الآن
تغيرا تاما وامتدت الحركة النسائية فشملت جميع القارات ومختلف البلاد وصارت حركة
عالمية ولم يعد هناك بلد واحد في العالم دون ان تكون به جمعيات نسائية ومنظمات
تطالب بحقوق المرأة.
ولكن ما حصيلة نضال المرأة في جميع أنحاء العالم؟ إن قضية مساواة المرأة بالرجل
لاتزال حتى الآن واحدة من أهم القضايا التي ينبغي على الجميع رجالا ونساء ان
يواجهوها، فعلى الرغم من ان المرأة حصلت على حقوقها السياسية في العديد من بلدان
العالم من قديم الزمان ومع ذلك فإنها في كثير من الدول تشدها الى الوراء عوامل اكثر
قوة لأسباب التخلف وفي مقدمتها قوانين الأحوال الشخصية وتعدد الزوجات وضعف مركز
المرأة الاقتصادي نتيجة عدم اتاحة فرص العمل أمامها.
إذا أردنا ان نحتفل هنا بالكويت بعيد المرأة العالمي هل سنتفق أم نختلف حول هل يوم
الاحتفال سيكون يوم ان حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية أم يوم ان عينت
اول وزيرة في الحكومة أم يوم 21 مايو يوم صدور الميثاق العالمي والذي تقررت فيه
مساواة المرأة بالرجل وكان حاسما عندما طالبها بأن تحطم الأغلال عندما نادى الميثاق
بضرورة اتاحة جميع الفرص امامها لكي تخلق وتصنع الحياة، لكن لا شك في ان اختيار يوم
عيد المرأة الكويتية ضرورة تحملها وتحاسب نفسها عما فعلت وعما يجب ان تفعله واذا
كان يوم 8 مارس سيجيء ونحن نناضل من اجل عدم ظهور قانون عمل المرأة بعد الساعة الـ
8 مساء فإن على المرأة ان تثبت انها قادرة على القيام بدورها بالاشتراك في التوعية
وبالانتظام في التدريب على الاسعاف والتمريض وايضا دورها العميق من اجل محو أمية
العقول المتحجرة، هذا هو واجب كل سيدة وفتاة، هذه هي اكبر تحية تقدم للمرأة في
عيدها لأن اليأس لن يعرف طريقه الى روح امرأة تعرف حقوقها في الحياه وتدرك ان
حياتها ملكها وحدها وانها بسلوكها وتصرفاتها تستطيع ان تنال كل ما تهدف اليه وعلى
المرأة ايضا ان تتخلى عن الكمال المجرد حتى تتمكن من ان تصل الى الكمال الواقعي
الذي يرضي افكار الرجل الذي اختارت ان تشاركه الحياة دون ان تعتبر ذلك تنازلا او
تضحية او عبئا، ولعلي لا أجانب الحق حين اردد ما قلته مرات من ان المحنة الحقيقية
للمرأة في بلادنا تكمن في نفسها قبل غيرها، لأنها تطبق المثل القائل «حمار يحملك
خير من حصان يرميك أرضا».
«لأ، حصان يرميني أرضا أفضل، واحاول واحاول الى ان اصل لأكون فارسة ماهرة
الأنباء
تعليقات