الغرداية والإرهاب.. بقلم أنور الرشيد

زاوية الكتاب

كتب 1603 مشاهدات 0

أنور الرشيد

من غير المعقول أن تبرز قضية الغرداية بهذا الحجم والشكل بدون أن يكون ورائها احد ، خصوصا و أنها برزت على سطح الأحداث قبل ثلاثة شهور وبسرعة بروزها خمدت ، وصدق حدسي واتضح ومن واقع الأخبار من الزملاء بالجزائر  بأن ورائها التيار الديني الذي وبدون مقدمات أصدر فتاوى تكفيرية ضد المالكيين والاباضيين والأمازيغ ، يعني عدائهم وكرههم للدين والشريعة والعلم والمعرفة والمدنية بلغ لمستويات لم تعد قادرة على كتمانه وأخرجوه على الأباضيين و المالكيين و الأمازيغ ، وتأتي مشكلة الغرداية أيضاً في ظل وضع ترشيح أبوتفليقه والمعارضة التي نزلت للشارع  وتعارض ترشحه للرئاسة في تحرك أسموه بركات كحركة كفاية المصرية مستلهمين منها بدايات التحرك ضد الاستبداد ، لذلك حرك الاستبداد العميق أصابعه وأعوانه الظلامين التكفيريين لكي يختلقوا هذه الأزمة الطائفية في الغرداية ليرسلوا رسالة أن حاولتم الوقوف أمامنا سينزل الإرهاب من الجبال وسيقطعونكم  أربا أربا بالسكاكين والفؤوس كما حدث أبان العشرية الظلامية كما يسميها الأصدقاء في الجزائر ، هذه الحركات والرسائل ليست بغريبة على ثقافتنا العربية فهي لايمكنها الانفكاك عن تاريخها وأرثها البائس المليء بالدماء والخطف والسبي والقتل باسم الفتوحات ومن يمسك السلطة لايخلعه إلا اثنان أما الموت الطبيعي أو القتل ونادرا ما كان يخلع شعبيا وأن تم خلعه شعبيا تسلط الذي يأتي من بعده لتستمر المأساة العربية ، حتى أن  الاستثناء الوحيد بكل تاريخنا سوار الذهب ونُعت بالغبي لأنه ترك السلطة طواعية ، المهم أثبت أن التيار الديني بأحداث الغرداية الجزائرية حليف الاستبداد العربي العميق وفي كل الأقطار العربية لذلك أأكد للمرة الألف لن تقوم لهذه الأمة البائسة قائمة أن لم تتحرر أولا من هيمنة رجال الدين حلفاء الاستبداد العربي العميق ، الذين دمروا حضارتنا باسم الرب والشريعة وتكفير كل من يخرج عن طوعهم والأمور تقاس بخواتمها كما يقال ، وها هي خاتمتنا أو واقعنا المرير رغم كل الجرعات الدينية والفضائيات التي يوفرها لهم الاستبداد العميق وإغداق الأموال عليهم انتشر الفساد المالي والأخلاقي وزادت نسبة الإلحاد بين المجتمعات الإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل ، وأن كفر الناس بواقعهم فلا يلامون بذلك لأنهم يشاهدون رجال الدين وهم يكدسون الملاين ويطالبونهم بالصبر على البلاء وأن هذا البلاء ما هو إلا امتحان من الله ليقيس به مدى إيمانهم .

كتب - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك