هل فكرة تحديد النسل خيالية؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه الدعيج
زاوية الكتابكتب مارس 16, 2014, 1:14 ص 947 مشاهدات 0
القبس
حبسوا الخاتم
عبد اللطيف الدعيج
هل فكرة تحديد النسل فكرة بالفعل خيالية وبعيدة عن الضرورة؟ وهل هي بالفعل خارج السياق العام للاوضاع والظروف التي يمر بها المجتمع هنا؟ في الواقع تبدو كذلك، فالخير على ما يقول «البسطاء» او المغيبون منا.. «الخير وايد». وليس هناك دواع مادية ملحة تدعو الى الاستنفار وتحديد النسل. وثقافة الناس وهيمنة الاتجاه الديني على مناحي الحياة تجعلان من قضية تحديد النسل قضية خاسرة سلفا لتعارضها وطروحات وتوصيات الفكر والايمان الديني.
لكن في المقابل، فان ظروف الواقع ومتطلبات العصر تفرض بخيار لا مناص منه تحديد النسل وتخفيف معدلات الانجاب. ولاشك ان الظروف المادية تتطلب ذلك، بغض النظر عن الغنى الفاحش او الرفاه الزائف. فكل هذا مع الاسف رهن ارادة السوق وخاضع لمتطلبات وظروف وحتى وصاية الغير. ونحن لا نملك الا ان نجني او بالاحرى نتلقف ما يرميه لنا الغير ولا اعتذار على الاطلاق على التعبير... فنحن اصحاب النخوة والكرامة والعزة طفيليات نقتات من جهود الغير ونتعيش على حاجات الاخرين.
وحتى بافتراض ان لنا مساهماتنا الخاصة - ربما غير المنظورة - في الانتاج العالمي والحضارة الانسانية فان شروط وضرورات التربية في هذا العصر تتطلب ليس تحديد النسل فقط، بل قصره على طفل او طفلين، لان هذا في الواقع هو كل ما يمكن ان يعتني به حتى المتفرغ من والدين. فاعداد جيل قادر على مواكبة التطورات المتسارعة والمذهلة للمجتمعات الحالية يتطلب وقتا اطول وجهدا اكثر ومالا اوفر. ولا يعتقد احد ان مدارس «التربية» ستتولى هذه المهمة.. لانه اولا فان معلمي التربية بحاجة الى تربية خاصة وادراك واع للتحديات المشار اليها، وثانيا ان الافراط في الانجاب يعيق التربية والتعليم بحكم ازدحام الفصول.. او زيادة الماء على الطحين.
هذا بالاضافة الى ان لدينا معضلات عديدة وتحديات صعبة لتلبية احتياجات المواطنين. فكل الخدمات تعاني بسبب «زيادة الماء على الطحين»، ولا شك ان بالامكان زيادة الطحين – هذا اذا استمرت اسعار النفط في الارتفاع - ولكن يبقى من السهل جدا «حبس» الماء.
تعليقات