عَلَمَنَا الحالي ليس من بيئتنا أو طبيعتنا.. بنظر حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 518 مشاهدات 0


الوطن

علم بلادي لونه أحمر

حسن علي كرم

 

ربما يتذكر تلاميذ المرحلة الابتدائية في زمن الخمسينيات من القرن الماضي انه كان هناك موضوع في كتاب القراءة أظن للسنة الثانية الابتدائية وكان عنوانه علم بلادي، وكان رأس الموضوع يبتدئ بـ«علم بلادي لونه أحمر عليه كلمة كويت، هذا الموضوع مازلت أتذكره جيدا».
برزت في احتفالات البلاد الوطنية (العيد الوطني وعيد التحرير) في السنوات الاخيرة لاسيما السنة الراهنة ظاهرة رفع علم الكويت الاحمر القديم الذي كان يرفع قبل الاستقلال وقبل اعتماد الدولة العلم الجديد ذا الألوان الاربعة (الاخضر والابيض والاحمر والاسود). بروز العلم الاحمر القديم ربما كان في السنوات الماضية عفويا لكن اظن في احتفالاتنا لهذه السنة كان ملفتا طغيان العلم القديم على علم الدولة الرسمي.
حتى ان جريدة (القبس) قد اشارت في صفحتها الاولى الى هذه الظاهرة متسائلة ان كان ذلك حناناً الى الزمن القديم أم دعوة للعلم الاحمر القديم.
في كل الاحوال، العلم الاحمر القديم كان رمزا جميلا للزمن الجميل، لكويت البساطة والمحبة والوئام، فإن يحن الكويتيون للزمن القديم، فذلك لأن الحاضر لا يسر، بعدما تمزق مجتمعنا الى طوائف وقبائل واحزاب وفئات، بعدما كان الاولون لا يشعرون بتلك الفروقات وان ظهرت، فلا تظهر الا لتختفي.
وعذرا آخر من اسباب رفع العلم القديم في ظني هو كون القديم الجديد لا يمثل واقعا وحقيقة بيئة الكويت، لا ماضيها ولا حاضرها ولا مستقبلها، فالعلم الذي رفع على سواري مؤسسات الدولة السيادية فجأة بعد الاستقلال (1961/6/19) ببضعة اشهر من دون ان يعرف من الذي صممه ومن الذي امر بتصميمه والتفاصيل الاخرى، مأخوذ من بيتين للشعر لشاعر عراقي عاش اوائل القرن الماضي، وهذا المعنى لئن تطابق مع ارض العراق وبلاد الشام، فلا يتطابق مع البيئة الكويتية، ولا كذلك الخليجية، فعندما يبدأ بالشطر الاول من البيتين بقوله (خضر مرابعنا) هل في ارض الكويت اخضرار..؟ أم رمل يتطاير وغبار يغطي العيون، فالكويت والخليج ارض سنجة، فندرة الماء وحرارة الطقس جعلتا من هذه الارض أرضاً قاسية خالية من الزروع المثمرة الا النادر ولا سيما النخيل والسدر وزروع صحراوية.
باعتقادي ان العودة للعلم القديم (الاحمر) هي الاصح مع ادخال بعض الاضافات حتى تناسب الكويت المستقلة، فعلمنا الحالي ليس من بيئتنا وليس من طبيعتنا، بل لعله فرض علينا في لحظة كنا فيها نائمون، أو معبؤون بالشعارات المزيفة التي كانوا يملؤون بها عقول الساذجة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك