الديموقراطية العراقية وشر البلايا!.. بقلم صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 428 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  أيتها الديكتاتورية ما أعدلك!

صالح الشايجي

 

قدم العراقيون على مدى مايزيد عن خمسين عاما ملايين الأرواح حتى يسقطوا ديكتاتورية متسلطة عليهم منذ 14 /7 /1958عرفوا خلالها السجون وأصناف التعذيب والاعدامات والترويع والتهجير ودخلوا حروبا خرجوا منها بالهزائم والجراح.

حتى قيض الله لهم عام 2003 من يخرجهم من ظلمات الديكتاتورية لأجل أن يتنفسوا نسائم الحرية ويخرجوا من بيوتهم ليعودوا إليها عكسا لما كان سائدا أيام جمهوريات الخوف المتتالية منذ يوليو 1958، وليحفظوا أموالهم وأعراضهم.

هذا ما كان مؤملا وهذا كان المرتجى، ولكن ماذا حدث؟!

ما حدث كان أكثر سوءا من كل السوء خلال جمهوريات الخوف العراقية.

كانت تلك الجمهوريات على الأقل تحفظ الأمن في الشارع وتبسط الرعب على الجميع فلا توسوس نفس لذي غرض أن يخرج شاهرا سلاحه ويقتل ويفجر مثلما هو حادث ويحدث الآن ومنذ 2003.

كان ابن صدام حسين يصطاد الفتيات من الشوارع ويلهو بهن، وكان يضرب اللاعبين ويحتجزهم وكان يقتل ومن ضمن من قتلهم أحد حراس أبيه.

هذا حدث أيام صدام حسين اما ما حدث أيام «الحرية» و«الديموقراطية» التي يعيش العراق في ظلالها الآن، فهو بجانب الألم الذي يسببه وسببه على مدى أكثر من عشرة أعوام، فهو أيضا يثير الضحك الناجم عن شر البلايا!

ابن وزير المواصلات العراقي والذي يقع المطار تحت سلطته كوزير للمواصلات، استطاع هذا الابن المستهتر الأرعن أن يتسبب في إرجاع طائرة كانت أقلعت للتو من مطار بيروت متجهة إلى بغداد بجميع ركابها وكان بينهم مسنون ومرضى!

أما لماذا فعل ما فعل، فذلك لأن «السيد» ابن الوزير قد تأخر عن اللحاق بالطائرة التي هو أحد ركابها وانتظرته الطائرة عشرين دقيقة واستخدمت كل وسائل التنبيه على المسافرين المتأخرين للحاق بالطائرة ولكن «الولد» لم يحضر فاضطرت الطائرة للإقلاع دونه ودون رفيقه، فلما علم ما تم بأمر الطائرة هدد المسؤولين في مطار بيروت بإرجاع الطائرة وفعلا نفذ تهديده وما هي الا دقائق معدودات حتى عادت الطائرة تربض في مربضها البيروتي!

«ابن وزير» لا وزير ولا رئيس وزراء ولا رئيس جمهورية، يتحكم في مصير طائرة ليست ملك بلاده وفي مطار ليس مطار بلاده.

هل هذا هو ثمن أرواح ملايين العراقيين التي راحت في سبيل الحرية؟!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك