مستشفياتنا إلى أين؟ بقلم أماني العدواني

زاوية الكتاب

كتب 1884 مشاهدات 0


بدأت القصة عندما ابتلي ابني بمرض السكر وأنا مقيمة في البحرين لظروف الدراسة، فأدخل المستشفى بسرعة كبيرة في الاجراءات و تم النظر للحالة بمنتهى الانسانية والجدية مع العلم أننا لم نكن نمتلك بعد الهوية البحرينية والتي تؤهلنا وتمكننا من العلاج في المستشفيات الحكومية هناك.

فتم علاجه في المستشفى وتم ارسال التقارير الى مستشفى في ألمانيا هو من أفضل المستشفيات المتخصصة بمرض السكر للتأكد فقط من نوع السكر هل هو من النوع الأول أم النوع الثاني، فبدأت خطة العلاج بجرعات الأنسولين، ثم تدريبه على أخذ هذه الجرعات بنفسه.

ثم بدأت مرحلة التأهيل النفسي وادماجه مع مجموعة من الأطفال الذين يعانون من مرض السكر في عمره ،حتى يشعر بأن الأمر طبيعي وأن هناك الكثير من أقرانه يعانون معاناته.

ومن ثم بدأت خطة اختصاصي التغذية الذي كان يراقب تغذيته ووزنه بشكل أسبوعي بالاضافة الى توجيهاته وتعليماته اليومية، وبعد أن خرج من المستشفى صرف له جهاز قياس السكر وجميع ما يحتاجه من أبر وأدوية.

وبعدها كانت مهمة الخط الساخن والمتاح لنا كمتصلين لمدة 24 ساعة، واستمرينا على هذا الوضع لعدة أشهر، رجعت بعدها أنا وأسرتي الى الكويت والتي حدثوني فيها عن أكبر وأضخم مستشفى لعلاج السكر 'مستشفى دسمان' فاستبشرت خيرا  واصطحبت ابني لكي أفتح له ملف فيه فتفاجأت بالرفض بعذر أنني لست من سكان المناطق التي تتبع هذا المستشفى.

فذهبت الى المستشفى الذي يتبعه سكني، تفاجأت واذا بالموعد بعد أربعة أشهر، راجعت خلالها العديد من العيادات الخاصة والتي لم أجد فيها ما وجدته من رعاية وعناية في البحرين.

وبعد أربعة أشهر ذهبت للموعد المزعوم وتفاجأت بأنهم قد أضاعوا الملف ورأيت بأنهم لا زالوا يستخدمون التوثيق اليدوي في حغظ الملفات، والآن وبعد مدة ليست بالقصيرة مع المستشفيات الحكومية لعلاج السكر مع ابني وجدت بأننا لم نصل الى ربع ما وصلت اليه مستشفيات البحرين من رعاية وعناية واهتمام بصحة المريض ونفسيته، ولم أجد والله أصعب من لحظة يفقد فيها الانسان الاحساس بالأمان في وطنه وتهتز فيه ثقته  بامكانياته وخدماته.

والسؤال الذي يتبادر الى ذهني هو، هل يعقل بأن بلد بامكانيات الكويت المادية يعاني من تردي وتدني مستوى الخدمات الصحية؟ وهل يعقل بأن مستشفى متخصص للسكر بضخامة مستشفى دسمان وأجهزته المتطورة لا يستطيع أن يسع ويستوعب جميع أطفال الكويت المصابين بالسكر؟

الآن - رأي: أماني علي العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك