التمسك بالاتفاقية الأمنية ضروري لأمن الخليج.. برأي فاطمة البكر

زاوية الكتاب

كتب 594 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  غمائم عابرة في سماء 'الخليجي'

فاطمة عثمان البكر

 

• لابد من التمسك بالاتفاقية الامنية بعيدا عن التنظيرات، فأمن وارتباط دول مجلس التعاون ضرورة.

عمت الفرحة والسعادة والشعور الطاغي بالاستقرار والامان عندما اعلن عن بروز اتحاد مجلس التعاون الخليجي، كأول تجمع اقليمي متجانس، واول مسيرة بناء خيرة تشيد صرحا للمستقبل، ومثال مجسد للتفاعل المسؤول، واضعا نصب عينيه وفي اعتباره التجارب المريرة السابقة للوحدة العربية الهشة التي قامت بين بعض اقطار الدول العربية وانتهت بالفشل المرير بوحدة عاطفية هشة لا يغلبها غلاب، وفي اول خطوة غلبها الف غلاب وغلاب!

ظهرت كتلة «اتحاد» كأنجح كتلة اقليمية ونموذجية كنوع من التكامل الاقليمي، سيجت تجربتها بالواقعية بعيدا عن العشوائية والآمال الموضوعة في غير محلها.

وابرز تلك المواقف تجلى إبان العدوان الصدامي الغاشم البغيض على دولة الكويت وحرب تحريرها التي قادتها هذه الدول بقيادة الشقيقة الكبرى والدرع الواقي لدول مجلس التعاون المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين ورجاله الابرار، فكانت الخيمة والحصن الدرع الواقي والحامي والآمن، ويتواصل هذا الدرع، بدرع الجزيرة بقيادة المملكة العربية السعودية بقيادة الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه ورجاله الابرار في التدخل لحماية مملكة البحرين الشقيقة من المخطط الاجرامي الذي كاد ان يودي بها، لولا وقوف درع الحق والقوة والبسالة بقيادة المملكة العربية السعودية لوقف ذلك المخطط العدواني!

منطقة الخليج، ودول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص، تعيش اليوم وضعا حساسا، وبالغ الخطورة، وهذا الوضع يفرض عليها الحذر كل الحذر، والحرص كل الحرص، والانتباه جل الانتباه لما يدور على الساحتين الاقليمية والدولية والتغيرات في المواقف والتوازنات الجديدة والمتغيرات المتسارعة على الخريطة الدولية، هنا تبرز ضرورة التماسك والتعاون والتنسيق على مختلف المستويات، فالاخطاء التي ترتكب في السابق والحاضر، والممارسات غير المسؤولة، اسهمت وتسهم بشكل مباشر وغير مباشر في صياغة مبررات لزعزعة هذه الوحدة الفريدة والمميزة اقليميا ودوليا.

ان ما يحدث من خروقات ونزاعات تسهم بشكل مباشر في صياغة مبررات لزعزعة تلك الوحدة، واعطاء الفكرة بان هذه الدول لا يرتبط «بعضها ببعض» بوشائج وروابط عميقة وضاربة في الجذور! هنا يظهر ضرورة التمسك «بالاتفاقية الامنية» اكثر من اي وقت مضى، بعيدا عن التنظيرات والفلسفات العقيمة، وان ما يحدث من نزاعات ومواقف غير مسؤولة تزعزع الامن والاستقرار.

الرسالة الخليجية لدول مجلس التعاون اليوم تتطلب التعامل مع الظروف العادية والاستثنائية والدقيقة والحرجة بشكل حذر وحذر جدا من اجل تأسيس مواقف شجاعة، موقف ورسائل واحدة راسخة عميقة وقوية، تحمل المسؤولية الضخمة بتجسيد الاهداف والمعاني وترجمتها الى عمل جاد، مخلص، وحثيث، يعرف جيدا ويقرأ الساحة الاقليمية والدولية اكثر جدية، يعرف كيف يتعامل مع الحقائق ويحول دون اختراق الصفوف والتوحد في اتخاذ المواقف حتى لا نؤكل يوما كما أُكل الثور الابيض.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك