سامي العنزي يشرح الفساد الإداري
زاوية الكتابكتب يوليو 6, 2007, 7:17 ص 451 مشاهدات 0
كيف يكون الفساد الإداري?
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة? فكان جوابه صلى الله عليه
وسلم أو بالاحرى أحد أجوبته لهذا السؤال: إذا وسد الأمر لغير أهله.
نعم أيها القارئ الكريم, اذا وسد الأمر لغير أهله, فتكون الفوضى ومن ثم لا
تستحق الحياة أن تستمر, فتكون الساعة! فحينما يوسد الأمر الى غير أهله تكون
هناك الطوام والمشكلات المتداخلة والتي من الصعب إدراك الخيط فيها للوصول الى
حل, فتكون الصولة والجولة للرويبضة وبالكويتي الفصيح»للقواطي« »الرويبضة هو
الذي لا يفقه شيئاً وهو الأقرب الى الامعة«, تخيل, يبدأ هذا النوع من البشر
ينظر للمجتمع أو لهذه المؤسسة أو تلك ويخطط لها ومن ثم الخاسر الحقيقي
المؤسسة والمجتمع الذي يعيش فيه من دون أي شك. المشكلة بالفعل ان هذا
الرويبضة يعتقد أنه أفقه من نظر وكتب لهذه المؤسسة أو تلك وما علم هذا
المسكين انه خطط لهدم هذه المؤسسة أو تلك ومن ثم نهاية ما تبقى فيها من خير
أو بعض الايجابيات, وبالفعل حينما يخطط هذا الإنسان غير الكفؤ تستشعر معنى
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, وسبحان الله تجد الأذناب ظهرت ووضعت
نفسها مكان الرأس وتتهم الرأس بأنه ذيل وعدم قدرته على التفكير, لا لشيء إلا
أن الأمور أصلا قد انقلبت حينما وسد الأمر لغير أهله ومن هنا تتداخل الأمور
ببعضها بعضا ويتعالى الرويبضة وتظهر المصالح الشخصية والانتصار من أجل النفوس
المريضة لا من أجل الحقيقة المظلومة, ونجد اللصوص والمتلاعبين يتحدثون عن
النزاهة وسراق الأموال والمتلاعبين في الوثائق يتشدقون عن الدقة وعن المحافظة
على الأخلاق والسمت المستقيم للمؤسسة هذه أو تلك, وهكذا ينتشر ما نحن نعاني
منه في البلاد وهو ما يسمى بالفساد الإداري, والبعض من هؤلاء لا يعلم ماذا
يفعل وأين هو ذاهب وهذا موقعه موقع من ذكرهم الله في كتابه الكريم: »قل هل
ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم
يحسنون صنعا« وهناك من يضحك على نفسه ويحاول, كما يقولون , يكذب الكذبة
ويصدقها, وهذا النوع هو الأسوأ, فهو الذي يعلم أنه أصلا لص وأنه غير كفؤ لهذا
الموقع أو ذاك, وهو يعلم أنه لا يستطيع أن يواجه الرجال في الحجج والمنطق
والعقل إلا أنه يدعي أنه يعتزل المواقف للبعد عن القيل والقال وعدم الخوض في
الكلام, إلا أن حقيقة الأمر هو يتهرب لعدم قدرته على المواجهات لعدم تقديره
للمواقف, فمن دقق في الفساد المستشري في مؤسسات الدولة يدرك تماماً كم هو سيء
توسيد الأمر لغير أهله إلا من رحم ربي. تجد أحدهم لا يتورع عن مد اليد على
المال العام وفجأة يكون هو حامي حمى الدار والمال العام, تجد أحدهم لا يعلم
من العمل إلا قبض الراتب والنوم في البيت, وفجأة يكون الرجل الفاضل الذي
يحافظ على سير العمل ومتابعة اللصوص, واللامبالي الذي لا يعلم من عمله إلا
التسلق والتزلف, فجأة يكون رجل المبادئ وصاحب صراط مستقيم.
سبحان الله, فحين ندخل مؤسسات الدولة سرعان ما نقع على هذه النوعية من الناس
وبسهولة ووضوح, ومن أهم صفاتهم أنهم لا يواجهون الرجال.
* إعلامي كويتي
سامي العنزي *
السياسه
تعليقات