عن مقترح علاوة تحديد النسل!.. يكتب الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 717 مشاهدات 0


القبس

علاوة تحديد النسل

عبد اللطيف الدعيج

 

الحكومة ومجلس الأمة لا يزالان، وبشكل غريب، يتباحثان في امر زيادة علاوة الابناء. نحن نغفر لاعضاء مجلس الامة او نتفهم موقفهم. فهم يفتقدون الاحصاءات والبيانات المتعلقة بعجز الميزانية، هذا بالاضافة بالطبع الى افتقادهم المنطق والفهم بسبب ضغط الطلبات والظروف الانتخابية.

لكن الحكومة غير معذورة على الاطلاق، فهي الى جانب امتلاكها البيانات والمؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، التي لا تشجع على زيادة العلاوة الاجتماعية للابناء او زيادة النسل بالتحديد، فإنها أيضا متحررة من الضغوط الانتخابية وحتى النيابية، بحكم انها حائزة على ثقة الامير. وليست تبعا لنظامنا بحاجة «ضرورية» الى ثقة وموافقة اعضاء مجلس الامة. لكن يبدو ان الجميع هنا تعود على التبذير، والجميع تعود أيضا على تغييب العقل.

لهذا، قد يكون ضروريا ان نفكر بشكل غير معقول حتى نتمكن من التواصل مع الحكومة واعضاء مجلس الامة. لهذا، فبدلا من رفض زيادة علاوة الابناء او الزيادة بشكل خاص، بدلا من هذا، لماذا لا ندفع الزيادة بشكل معكوس؟! أي لمن يمتنع عن الانجاب أو يحدد النسل. اذا طالما ان اعضاء مجلس الامة يسعون الى تقديم المنح والعطايا، فلماذا لا نربط ذلك بالعقل والمنطق ومصلحة البلاد؟!

قد يكون جنونيا التفكير في تقديم منح وعطايا جديدة. لكن لنتمعن جيدا في «علاوة تحديد النسل». فلو خصصنا مثلا مبلغا ضخما من المال لكل اسرة او زوجين في منتصف العشرينات لامتناعهما عن الانجاب - مثلا - لمدة خمس سنوات. لو خصصنا مبلغا محترما، يعني خمسين ألف دينار يدفع بعد نهاية السنوات الخمس فإننا نوفر اكثر من ذلك بكثير. فالاسرة الكويتية في هذا الفترة حسب وضعنا الاجتماعي والوظيفي الحالي تنجب اربعة او خمسة اطفال في هذا الوقت. ولو احتسبنا تكاليف الولادة والحضانة والرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية ايضا لهؤلاء الابناء بالاضافة الى علاوة الابناء نفسها، فان ذلك يصل الى أضعاف مضاعفة لإغراء الخمسين ألفاً الذي ستدفعه الدولة بعد مرور خمس سنوات.

هذا مجرد «هذيان» يتفق مع تفكير، او بالاحرى، غياب التفكير لدى المجلس والحكومة. لكنه يبقى مع كل هذا هذياناً فيه منطق، وربما صحة اكثر من التفكير الحالي الذي تحظى به مسألة زيادة علاوة الأبناء.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك