المكارثية و سحب السفراء.. برأي أنور الرشيد

زاوية الكتاب

كتب 855 مشاهدات 0

انور الرشيد

وكان الحديث مع عدد من المفكرين رائع عن ردود الفعل الشعبية الخليجية اتجاه ما حصل بين كل من السعودية والإمارات والبحرين من جانب وقطر بالجانب الأخر بقضية ما عُرف بقضية أو أزمة سحب السفراء ، كان واضحا من الحضور والنقاش بأن سحب السفراء غير مقبول ومرفوض شعبيا ، وأن المرحلة هي مرحلة تكاتف وليست ردود الفعل الشعبية الخليجية التي كان رد فعلها بعدم التجاوب وتصعيد الأمور سواء عبرا لتصريحات أو عبر مقالات ، رسالة شعبية خليجية للقيادات الخليجية بأن هناك رأي عام خليجي شعبي رافض لمثل تلك السياسات وهي ظاهرة تستحق الدراسة والتمعن بها ، بصراحة لأول مرة بتاريخ شعوب الخليج تجمع الشعوب على محاولة احتواء خلاف بين الحكومات الخليجية ،كنا بالسابق نرى عندما تختلف دولة مع أخرى تشتغل الآلة الإعلامية بتراشق إعلامي ، ولكن في هذه الأزمة أثبت العديد من الكتاب الخليجيين التزام ذاتي بعدم الكتابة عن هذا الإخلاف ، إلا فيما يصب بمصلحة احتواء الخلاف لذلك لابد من أخذ هذا المؤشر في الاعتبار لدى القيادات الخليجية ، وأن هناك رغبة حقيقة شعبية خليجية باحتواء هذا الخلاف لا بل مُطالبة بعودة السفراء والترفع عن الخلافات واحتوائها ووضعها بمكانها الصحيح ، أنا أدرك بأن هناك من هو ممتعض وحانق على السياسة القطرية ولكن المعالجة ليست بهذا الشكل ، وعلى فكرة هناك رأي طُُرح يعترض على اجتثاث الأخوان بحركة مكارثية وهذا ما طرحته ، فالإخوان اختلف معهم جملة وتفصيلا ولكن اجتثاثهم من الواقع لن يحدث مهما كان من سياسات اتجاههم فهم رقم موجود بالساحة شاء من شاء وأبى من أبى وليست مهمة الحكومات اجتثاث فصيل له جذور ممتدة بطول الساحة وعرضها وله تاريخ طويل ، فصاحب الحق بإلغاء هذا الفصيل أو ذلك هم الشعوب هي التي تقرر وهي صاحبة الحق الشرعي وليست حكومات ارتجفت من تحركات شعبية تطالب بحقوقها الشرعية ويكون ضحيتها فصيل من الفصائل التي تربت في احضان تلك الأنظمة وبرزتها على حساب الفصائل الأخرى في حركة مكارثية بدأت عام 1967ولازالت مستمرة باجتثاث الليبراليين واليساريين والشيوعيين والمثقفين والديمقراطيين وكل من له رأي غير الرأي الديني الممثل في الفصائل المتعددة السلفية منها الأخوانية أو الجهادية وغيرها الكثير من فصائل ، ما يهمني اليوم هو عدم قبولي بما يحدث من اجتثاث ولن اقبل به ، لذلك التعامل بحكمة في مثل هذه الظروف المتغيرة هو بتغير السياسات والمنهجيات التي أدت بالضرورة لأن تخرج الشعوب تطالب بالتغيير ، لا بمُحاولة اجتثاث فصائل أثبتت السنون بأن التيارات الليبرالية والديمقراطية واليسارية والشيوعية لازالت في الساحة رغم محاولات الاجتثاث المستمرة منذ نصف قرن تقريبا رغم أنف الجميع ،حتى وأن كانت ضعيفة بالساحة وهو ضعف نتيجة لمساعدة التيارات الدينية بما فيها الإخوان والأنظمة التي تحاول اليوم اجتثاث الإخوان ، ومع ذلك لازالت موجودة فما بالنا بتنظيم يمتلك المؤسسات المالية المليونية ومن ملاين من الموظفين وتاريخ طويل والأهم في كل ذلك يملك الناصية الأيديولوجية الدينية التي يدخلون بها أتباعهم ومُريديهم الجنة التي يسعون لها ويدخلون مخالفيهم النار وبأس المصير ، لذلك لا مناص من التعامل مع الواقع أما القفز عليه فلن يؤدي إلا إلى المجهول والدخول بنفق مظلم لا تستطيع تلك الأنظمة التحكم به وسط تشبع حتى التخمة بالثقافة الدينية الرافضة للواقع هذه هي الحقيقة .

أنور الرشيد

الآن - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك