الكذب يبقى كذبا وإن تلون.. هذا ما يراه تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 662 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  يا سيدي.. 'الكذب لا لون له'

د. تركي العازمي

 

الأيام تمر على عجالة... تطوينا الأيام ونتنقل بين عام وآخر ونحن ندرك أننا نعيش السيناريو نفسه وتختلف الحبكة حسب رأي المخرج وتتغير الأسماء فالبطولة اليوم لمجموعة وفي الأمس لمجموعة أخرى وقد يلتقي الجمعان على هدف ليس لحب بعضهم البعض لكن المصلحة المشتركة هي الفيصل في الالتقاء وحال الخصام!

هذه السياسة فيها معارضو الأمس حكوميو المنهج اليوم ولربما تختلف الصورة بين الأفراد!

هذا ما ذكرته لصديق يتحدث بغضب عن الكذب.... « يا أخي هؤلاء منافقون يريدون الإصلاح وهم غير مصلحين و... كلهم كذابون» فتركته يسترسل حتى يفرغ ما في جعبته وما ان هدأت نفسه قليلا وجهت له السؤال: طيب ربعك ما كانوا يكذبون؟ فأجاب: أنت مو فاهم... هذا كذب غير... رمادي يعني مجاملة «مش» نفس كذب هؤلاء الذين انقلبوا... شوف ( وأخذ يعدد الأسماء )!

يا سيدي... « الكذب لا لون له»!... يسمى الشخص كذابا عندما يتحدث بقول غير صحيح... يهاجم لمجرد الهجوم و «يزيد البهارات» فأي لون من ألوان الطيف يصورون تقلباتهم السياسية وبعضهم قوم تبع!

يحكى أن بالأمس كان بيننا الدكتور أحمد الربعي رحمة الله عليه صاحب «الهرم المقلوب» وما زالت وزارة التربية والتعليم العالي متمسكة بالهرم المقلوب لكن شتان بين طرح الربعي وطرح بقية الوزراء!

كنا نختلف مع بعض الرموز السياسية لكننا نحترم رأيهم... كان جيل أحمد الربعي يعجبك طرحه وإن اختلفت معه أيديولوجيا... جيل مختلف ترك لنا الساحة «يسرح ويمرح» فيها من لا يجيد أبجديات الأخلاق في الخصومة!

المواقف «تلحس» والهدايا تتناثر وضالة المؤمن الحكمة تتأرجح بين أخلاق أطراف اعتزلت الساحة وأطراف لا تريد المشاركة وبالتالي «فضت» لهم جوانب الملعب «ليلعبوا بحسبتنا»... ونعلم انهم يكذبون ويلونون الكذب على حسب ذائقتهم من الجانب النفسي فلا مسطرة عادلة ولا اختيارا سليما!

لا يترك الموظف المحترم في حال سبيله... ينجز ويعمل وفي الآخر «يفنشونه» إما لأنه وصل حد اكتشاف كذبهم وسرقاتهم أو لأنه ليس من ثوبهم أو «هذا محسوب على فلان»!

يا سيدي... كم من أمة ذهبت ولم تبق منها سوى القيم والمعتقدات التي شوه مفاهيمها عصر «الكذب الرمادي»!

يا سيدي... قف عند هذا الحد و «خاف الله» فأنت لا تعلم عن ساعة أجلك!

هنا أتذكر موقفا لشخص كان له «مواقف» وحضور... التقيته في فرنسا في عام 2001 حينما كنت برفقة والدي لتلقي العلاج في احد المستشفيات الفرنسية... يقول « إنني أشعر بالآسى من عصر مضى... كنا نقول ونفعل والحين شالفايدة... نطلب من المولى عز شأنه المغفرة وحسن الختام»!

تغيرت مفاهيمه بعد أن هزمه المرض وندعو المولى له بالشفاء... كان صريحا في عودته وهنا نتذكر « خير الخطائين التوابون» فتوبوا إلى الله « بلا كذب أبيض وأسود ورمادي»... الكذب يبقى كذبا وإن لونتموه...

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك