المحور المصري أساس الخلاف

زاوية الكتاب

فيصل المناور يكتب تحليلا لأسباب الخلافات الخليجية- الخليجية

كتب 2908 مشاهدات 0


يعتبر المحور المصري هو أساس الخلاف بين كل من السعودية والإمارات من جانب وقطر من جانب اخر، حيث ان دولة قطر كانت تسعى لتعزيز مكاسبها الاقتصادية خلال فترة حكم الاخوان المسلمين من خلال الاستحواذ على عقود تنفيذ مشروعات تطوير محور قناة السويس، واعتبرها كثيرون انها الممول الرئيسي لذلك المشروع الضخم الذي قد يقلب موازين المعادلة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، وبذلك أرست دولة قطر القواعد لعلاقات المتينة بينها وبين مصر متحديه المقاطعة الخليجية لمصر في تلك الفترة،

 فبذلك استشعرت الإمارات الخطر الاقتصادي في حال تنفيذ المشروع حيث ان البوصلة الاقتصادية ستتحول من دبي الى السويس في حال نجاح عملية التنفيذ، مما سيؤثر في النهاية بالسلب على الوضع الاقتصادي والميزة النسبية للإمارات، علما بأن دولة الإمارات كانت تؤجل إطلاق هذا المشروع (تطوير محور قناة السويس) باستخدام نفوذها ومحاباتها لنظام مبارك بطرق عده.

 اما السعودية فوجود نظام ديمقراطي حقيقي في مصر سيؤثر بشكل او بأخر على موقع القيادة للمجموعة العربية حيث سيكون التأثير المصري اكبر من السعودي خصوصا اذا ما وضعنا في الاعتبار ان هناك جماعة دينية ستتولى القيادة مما قد يؤدي الى قيادة مصر أيضاً للمجموعة الاسلامية، اما البحرين فهي في الوضع الراهن مرتبطة بالسياسة الخارجية للسعودية بحكم ان النظام السعودي هو المنقذ والضامن لاستمرار نظام الحكم في البحرين بعد احداث الاخيرة.

كل تلك الامور كانت تدفع كل من السعودية والإمارات وبالتبعية البحرين الى إجبار قطر على التخلي عن دعم جماعة الاخوان المسلمين بعد ما قامت تلك الدول بضرب مصالح قطر الاقتصادية في مصر، ولكن قطر ترى ان في مصر هناك فصيلين هما القوى الفعلية على الساحة فلول النظام السابق(الانقلابيين) والإخوان المسلمين(اصحاب الشرعية)، بالنسبة لفلول النظام تعتبرهم قطر الأداة التي ضربت مصالحها، اما الاخوان فهي تراهن على عودتهم للحكم بشكل او باخر لتعود وتحقق مصالحها مره اخرى، وهذا في اعتقادي حق مشروع لقطر.

كما ستشهد المنطقة جهود دبلوماسية حثيثة تقودها الكويت وعمان لحل تلك الأزمة وقد يكون هذا الامر جيد على المدى القصير ، ولكن نجاح تلك الجهود لن يتحقق الا في حال اقتناع دول مجلس التعاون ان لكل دولة مصالحها وسياساتها الخارجية الخاصة، ولزاما على الجميع احترام تلك الخصوصية، وفي حال عدم نجاح الجهود الدبلوماسية ، أتوقع ان المنطقة ستشهد خارطة جديدة من التحالفات، قد تكون ايران طرفا فيها.

د.فيصل المناور
أكاديمي كويتي

الآن - رأي / د.فيصل المناور

تعليقات

اكتب تعليقك