'الكويت عبر العصور' يتناول حضارات الألف الأول قبل الميلاد
منوعاتمارس 5, 2014, 5:27 م 680 مشاهدات 0
ناقشت الندوة التاريخية والعلمية (الكويت عبر العصور) التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اليوم موضوعات عدة تطرقت الى حضارات الألف الأول قبل الميلاد.
وتطرقت دراسة الدكتورة الفرنسية ماتيلدا جيلين في الندوة التي بدأت اول من امس الى دور البعثة الفرنسية الكويتية المشتركة التي شكلت لدراسة الحصون الاغريقية الموجودة على الشاطئ الجنوبي من جزيرة فيلكا والتعرف على الوضع الزمني له.
وبينت الدكتورة جيلين ان الدراسات الجديدة كشفت ان العمر الزمني لتلك الحصون معقد كثيرا عما كان يعتقد بالرغم معرفة ان من قام ببناء الحصن هو انتيوكوس الأول في بداية القرن الثالث قبل الميلاد مضيفة ان التجمعات السكانية في ذلك المكان تعود الى ما قبل العصور الاغريقية.
من جهتها تناولت رئيسة البعثات اليونانية للكويت وأوزباكستان الدكتورة إيلينا كوركا موضوع ترشح منطقة (سعد وسعيد) في فيلكا الى قائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو مبينة ان هذا الترشح قد يمثل اضافة جوهرية للتراث العالمي.
وذكرت الدكتورة كوركا ان الأثار الإغريقية الهائلة في الموقع تمثل قدرا كبيرا من الاهتمام الخاص بالنسبة لفريق العمل اليوناني مضيفة ان هناك خصائص موجودة بالموقع تربطه بالاكتشافات التي تحققت في اليونان.
من جانبه تحدث الباحث السعودي الدكتور عوض الزهراني عن الدلائل الحضارية المشتركة بين موقع (تاج) شمال شرق الجزيرة العربية وجزيرة فيلكا مبينا ان الدراسات دلت على تشابه كبير مع بعض المواقع الأثرية المعاصرة لها في الكويت ومنها فيلكا حيث يظهر ذلك التشابه في كثير من اللقى والاستكشافات الأثرية.
وقال الدكتور الزهراني ان تاج هي احدى المدن الرئيسية على طريق التجارة القديم من جنوب الجزيرة العربية باتجاه شمالها الشرقي وأدت دورها الحضاري وخصوصا في خدمة تجارة العبور وتأثرت وأثرت في الحضارات المجاورة لها مشيرا الى ان المكتشفات الحديثة من خلال الأعمال الميدانية المحدودة على عمق حضاري في هذه المدينة تمتد من 500 قبل الميلاد وحتى القرون الإسلامية الأولى.
وقال ان ما تم اكتشافه هو ظواهر أثرية متبقية حتى اليوم منها سور كبير يحيط بالمدينة الى جانب وجود المباني السكنية داخل هذا السور وخارجه وكذلك وجود الآبار اضافة إلى ما تم الكشف عنه من آثار منقولة متنوعة.
وقال الباحث الآثاري البحريني الدكتور محمد المعراج ان الدمى الطينية من (تايلوس وايكاروس) مرت بمراحل متعددة من التطور على مر العصور مبينا انه يمكن متابعة التطور في الطرز وتقنية صناعتها واختلاف طرزها من مكان لآخر ومن فترة زمنية لأخرى.
واشار الى وجود تشابه في تماثيل تايلوس وهو اسم البحرين في الوثائق اليونانية مع تماثيل عثر عليها في ايكاروس الاسم الهلنستي لجزيرة فيلكا موضحا ان بعضها يتشابه مع مكتشفات مواقع المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.
وتحدث الباحث الكويتي الدكتور فهد الوهيبي عن غزوة الاسكندر الأكبر للجزيرة العربية مبينا ان هناك علاقة بين اليونان و الجزيرة العربية قبل الإسكندر وهي علاقة تجارية بحتة حيث كانت المدن اليونانية تستورد من الجزيرة العربية مادة المرة واللبان وغيرها من المواد الأخرى لحرقها في المعابد لكن مع وصول الإسكندر الي تخوم الجزيرة العربية واستيلائه على أرض الشام وفلسطين ومصر والعراق أصبح على اطلاع شبه كامل بشؤون الجزيرة العربية.
وقال الدكتور الوهيبي ان استيلاء الإسكندر على مدينة بابل ومشاهدته للعرب وتجارتهم واطلاعه على الدفاتر الأخميمنية المحفوظة عن الجزيرة العربية ادى الى رفع مكانتها لدى الإسكندر ووضعها في الاعتبار لغزوها لكن الأهداف القريبة للاسكندر حالت بينه وبين القيام بتلك الغزوة فتم تأجيلها الى ما بعد فتح الهند.
من جهته سلط مراقب المسح والتنقيبات الأثرية في الامارات الدكتور عيسى عباس الضوء على موقع (مليحة) الأثري الذي اعتبره من أهم المواقع الأثرية في الامارات ويعتبر حتى الآن الموقع الوحيد الذي تبدأ فترته الاستيطانية من القرن الثالث قبل الميلاد.
وافاد بانه من خلال الدراسات والاكتشافات استنتجنا ان التجمعات السكانية التي كانت هناك كان لها علاقات بمدن كثير ومواقع متعددة حيث نجد أن هذه العلاقات وصلت الى بلاد ما بين النهرين ومصر والبحر المتوسط والهند وجنوب بلاد فارس.
وقال مدير دائرة التنقيب والدراسات الاثارية في عمان الدكتور سلطان البكري ان نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الأولى تعد من أهم الحقب الزمنية في شبه الجزيرة العمانية التي شهدت نقلة ثقافية واقتصادية معقدة بعض الشيء تختلف عن ملامح الحقب الزمنية التي سبقتها.
وذطر ان ذلك ناتج عن حدوث تغير في طبيعة اقتصاد المستوطنات سواء في شبه الجزيرة العمانية أو في الحضارات المجاورة وذلك من خلال الاكتشافات الاثرية في موقعي الدير والصفا في عمان.
وذكر الدكتور البكري انه يمكن ملاحظة هذا التغير في شكل المستوطنات وطبيعة الصناعات الحرفية وبخاصة الصناعات النحاسية التي تميز منطقة (مجان) في العصور البرونزية مبينا ان موقعي الدير والصفا اللذين تم الكشف عنهما مؤخرا لعبا دورا اقتصاديا وثقافيا بارزا في هذا العصر من خلال ارتباطهما بعلاقات تجارية وثقافية وثيقة مع المستوطنات المعاصرة في شبه الجزيرة العمانية وكذلك مع الحضارات المجاورة في المحيط الهندي والخليج العربي وشبه الجزيرة العربية.
تعليقات