'الكويت عبر العصور' تبحث العصر البرونزي والحضارة الدلمونية
منوعاتمارس 4, 2014, 10:28 م 1144 مشاهدات 0
بحث المشاركون في ندوة (الكويت عبر العصور من خلال الشواهد الاثرية والمصادر التاريخية) في محورها الثاني ما يتعلق بالعصر البرونزي مع التركيز على الحضارة الدلمونية ومواقع جزيرة (فيلكا) التراثية.
واستهل الجلسة الاولى من هذا المحور رئيس البعثة السلوفاكية الدكتور كارول بيتا شرح خلالها ما قام به الفريق السلوفاكي الكويتي المشترك بين عامي 2004 و 2008 من عمليات التنقيب في منطقة الخضر الواقعة شمال غرب جزيرة فيلكا التي تضم تجمعات سكانية مع مرحلة أولية من اختبار الموجات الصوتية في باطن الارض على مساحة بلغت حوالي 634 مترا مربعا.
وقال الدكتور بيتا انه تم تقسيم الموقع الى ثلاثة أقسام أو هضبات صغيرة 'وتمكنا من الوصول والتنقيب في موقع واحد منها وبرغم أن الصورة الملتقطة من الموقع شاملة الا أن التحليل العلمي فتح مجالا لكثير من الأسئلة للمستقبل تهدف خصوصا الى اجراء بحث قد يؤدي الى استخراج رؤى جديدة علاوة على اجراء التعديلات على الاستنتاجات الحالية'.
وأوضح أن الدراسة المستقبلية لذلك الموقع أمر ملح لاستخلاص وجهة نظر غاية في الاهمية خارج الحالة العلمية الموجودة حاليا بالنسبة الى الابحاث الجارية بشأن تمثيل العصر البرونزي لجزيرة (فيلكا).
من جانبها تناولت عضو فريق التنقيب الدنماركي الدكتورة عائشة أبولبن من خلال بحثها (الطراز الثاني نقوش الاختام - صنع في فيلكا) النتائج المستخلصة من عمليات التنقيب التي قامت بها بعثة الآثار الكويتية الدنماركية في فيلكا بين عامي 2008 - 2012.
وقالت الدكتورة أبولبن إن النتائج أعطت ضوء جديدا حول كيفية ادراك تاريخ استيطان حضارة (دلمون) السكنية والجزء الاساسي من ثقافة الجزيرة كما ان أحد الاكتشافات الأكثر تشويقا هو التركيز العالي على نقوش الاختام غير المغطاة بالطبقات والتي اكتشفت شرق المبنى المعروف بالمبنى الاداري في موقع (فيلكا).
وأضافت ان هناك العديد من هذه النقوش تعود الى النمط الثاني الذي لم يكن معروفا سابقا الا القليل منه وكان غائبا تقريبا عن معظم مواقع (دلمون) الاخرى متسائلة عن وجوب اعتبار هذا النمط متفردا بجزيرة فيلكا.
كما تساءلت الدكتورة أبولبن عن كيفية مضاهاة هذا النمط البارز للتغيرات السياسية والاقتصادية التي حدثت في جزيرة (فيلكا) وباقي منطقة (دلمون) أثناء الربع الاول من الألفية الثانية قبل الميلاد.
من جانبها تحدثت عضو الفريق الدنماركي الدكتورة آنا هيلتون عن الاحجار القديمة والاواني الحجرية التي اكتشفت في مستوطنات الالفية الثانية قبل الميلاد في (فيلكا) حيث تتكون المجموعة الاثرية في الجزيرة من أنواع مختلفة.
وقالت الدكتورة هيلتون ان هذه الانواع عائدة إلى أنماط تشتمل على أوان مزخرفة ذات أشكال تعود الى الألفية الثالثة قبل الميلاد من ايران واخرى مزخرفة هندسيا من أم النار وأواني العصر البرونزي المتأخر التي تؤرخ بنهاية الألف الثالث قبل الميلاد من عمان.
وأوضحت أن تلك الأواني تشكل دلالة على أن الكويت وجزيرة فيلكا كانت مركزا تجاريا وحضاريا في تلك الحقبة من الزمن اختلطت فيها الثقافات وازدهرت فيها التجارة وكانت جسرا بين حضارات جنوب الخليج العربي وشماله في العراق.
وفي الجلسة الثانية لهذا المحور تناول الدكتور ستيفن لورسن الدور الذي لعبته جزيرة فيلكا في التاريخ السياسي والاقتصادي لدولة دلمون القديمة (2250 - 1700 قبل الميلاد) والتي تحول تركيزها من الاراضي الرئيسية في السعودية الى جزر البحرين والكويت بعد أن كانت معظم الاقتصادات الحضرية في آسيا الوسطى تواجه كارثة كبرى عرفت باسم 'خسوف الشرق'.
وقال الدكتور لورسن ان دولة (دلمون) بدأت في توسعها التجاري الهائل في تلك الفترة ما استوجب تغييرات كبيرة وبزوغ مجموعة جديدة من القواعد شكلت بعدها الدولة التي سميت (دلمون).
من ناحيته قدم باحث الآثار البحريني الدكتور خالد السندي بحثا بعنوان (أيقونات من حضارة دلمون أختام أم تمائم) تناول خلاله الاستكشافات الاثرية في البحرين والكويت خصوصا الاختام التي أطلق عليها (أختام دلمون الخليج).
وقال الدكتور السندي ان البحرين وفيلكا من أبرز المواقع الاثرية التي تم العثور فيها على هذا النوع من الأختام حيث زاد عددها عن الألف ختم في الموقعين وبعض تلك الأختام يعود الى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد.
وذكر ان تلك الاختام استخدمت لعهود طويلة واتخذت أشكالا متعددة لاطارها الخارجي ونوعية رسومها الذي يميز فتراتها التاريخية التي مرت بها مبينا ان الاختام الدلمونية تتميز بشكلها الدائري ووجهها المسطح ذي الرسوم الغائرة وظهرها المحدب المخطط ذي الثقب الافقي بغية مرور خيط لتعليق الختم حول الرقبة.
ولفت الى أن الاختام حملت على أوجهها أشكالا جذابة من الرسوم المختزلة ذات الدلالات المختلفة تعطي لمحة عن أساطير (دلمون) وطقوسها الدينية وقد يكون بعضها ختما شخصيا لتوثيق المراسلات التي كتبت على ألواح طينية أو أنها استعملت لختم رزم تجارية ذات قيمة.
بدوره تحدث أستاذ التاريخ من مصر الدكتور علاء الدين شاهين عن (تأثير الثقافة الاجنبية على المواقع الكويتية) وما أسفرت المواقع الاثرية في الكويت حاليا عنه من قطع أثرية مختلفة قديمة تعود للعصر الحجري واستمرت في القاء الضوء على فترات زمنية لاحقة.
وقال الدكتور شاهين ان القطع الاثرية اكتشفت في فترات مختلفة من العقود القليلة الماضية من قبل البعثات الاثرية وتدل بجلاء على مدى التواصل الثقافي مع بقية المراكز الثقافية المحيطة خصوصا حضارات بلاد ما بين النهرين وايران والسند.
تعليقات