التآمر الروسي الغربي على سورية يوشك أن ينفض.. الحساوي متوقعاً
زاوية الكتابكتب مارس 4, 2014, 1:24 ص 1242 مشاهدات 0
الراي
نسمات / أصدقاء الأمس يقتتلون
د. وائل الحساوي
بعد ان رجع مزهوا بانتصاره في الدورة الاولمبية في سوتشي التي انفق عليها 50 مليار دولار وقبلها بانتصاراته الكرتونية على شعب اعزل ليس لديه ما يحميه من جحيم الطائرات الروسية التي تنقض عليه ليلا ونهاراً وتلقي ببراميل الموت على رأسه!! وبين هذا وذاك فقد شعر بانتصاره المظفر في المحافل الدولية عندما سلمته دول العالم زمام قيادتها دون منازع عن طريق اعطائه حق الفيتو ضد اي قرار قد يدينه!!
وسط هذه الانتصارات الاسفنجية لبوتين والتي ما كانت لتحصل لولا انها وجدت امامها اضعف رئيس اميركي مر على الولايات المتحدة الاميركية، والذي يرتعش كلما تصور بأنه قد يدخل في مواجهة مع روسيا الى درجة انه سلمهم الملف السوري دون ان يطلبوا منه ذلك، وتخلى عن اصدقائه من العرب الذين بحت حناجرهم وهم يستنجدون به لمساندتهم!!
ولكن الله تعالى يمهل ولا يهمل، فقد وجد بوتين نفسه في مواجهة حقيقية مع اقرب الناس اليه الا وهي اوكرانيا، التي ثارت على رئيسها المنضوي تحت العباءة الروسية، والذي كشف الشعب الاوكراني بانه قد سرق الملايين من شعبه وكوّن له امبراطورية خاصة به وصادر حقوق شعبه!!
لقد فوجئ بوتين بأقرب الدول التصاقاً بروسيا وهي تسعى للانعتاق من سطوتها وتختار الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وتدير ظهرها لروسيا، وفوجئ بتماثيل لينين الذي ظن الروس بأنه قد وصل مرحلة الالوهية وهي تتحطم في ميادين كييف عاصمة اوكرانيا وتدوسها الاقدام، لتكرر موقفها من رفض عودة الوحشية والشيوعية التي انتهت الى غير رجعة باذن الله.
ومع ان بوتين قد أبدى حزما في التصدي للنظام الجديد في اوكرانيا وارسل جيوشه الى شبه جزيرة القرم، والذي يبدو انه تمهيداً لغزو اوكرانيا واسقاط النظام فيها، لكننا نشعر بالسعادة عندما نرى هذا التحالف المشبوه بين اصدقاء الأمس يتفكك، وعندما نرى بأن التآمر الروسي الغربي على سورية يوشك ان ينفض، وعندما ترى روسيا نفسها معزولة عن العالم مهما امتلكت من قوة.
ان نهاية تلك العصابة التي حكمت العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 وهيمنتها على جميع مفاصله، وتفننها في استخدام الوحشية والقهر في حكم الشعوب الحرة قد اصبحت وشيكة باذن الله، وان هذه العصابة التي اتخذت لنفسها صيغة قانونية تسمح لها بحكم العالم والتحكم في مصائر الشعوب تحت مسمى مجلس الامن والذي هو اكبر تهديد للامن الدولي، لاشك انها لن تستمر الى الابد، فمن يصدق بأن سفاحاً مثل بوتين يتربع على عرش النظام الدولي ويقرر مصائر الشعوب، ويقرر متى يحتاج الدول المستضعفة ومتى يسبغ عليها اكاليل الحب والسلام!
اما تهديدات وزير الخارجية الاميركية كيري لبوتين فاعتقد بأنها لا تتعدى قول الشاعر جرير: (زعم الفرزدق ان سيقتل مربعاً
أبشر بطول سلامة يامربع)
ماذا تعرفون عن القرم؟!
ذكّرتنا جمهورية شبه جزيرة القرم التي تدور فيها الاحداث اليوم بتاريخنا الحافل حيث سيطر المسلمون الاتراك على اجزاء واسعة من روسيا وسيبيريا ومنها شبه جزيرة القرم، واجبرت دوقية موسكو على دفع الجزية منذ عام 1314م، ثم حكمها العثمانيون عام 1428م واصبحت ولاية اسلامية عاصمتها «بخش السرايا».
ومنذ احتلال الروس لها، مارسوا ابشع المذابح بحق اهلها ونفوا مئات الآلاف من اهلها الى سيبيريا!!
تعليقات