موتانا وشهدائنا نقطة البداية لدفن داعمي الفساد.. برأي تركي العازمي
زاوية الكتابكتب فبراير 23, 2014, 12:25 ص 683 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الاحتفال مع الأموات والشهداء!
د. تركي العازمي
تعجبني جريدة «الراي» ليس لأنني كاتب فيها منذ بدأت رحلة التغيير من صحافي إلى كاتب... رحلة امتدت إلى قرابة عقدين من الزمن لكن... أحببتها لأنها ترسم الجميل من دون تشويه و«بهرجة» وتسلط الضوء المركز على هموم المواطن والمقيم بقصد التنبيه وتصحيح الاعوجاج... فهي تعرض لك أخطاء بعضها في مستوى الفضيحة وبعضها «خطأ لا تبرير له» ينم عن سوء الإدارة وغياب القيادة المؤهلة لقيادة شؤون البلد وكان آخرها «مطالبة الداخلية بدفع غرامة لمسدس كان عهدة عند الشهيد راشد الوعلان»... حتى الأموات الشهداء يحاسبونهم!
اليوم يتجهز الجميع لفعاليات الاحتفالات بالعيد الوطني والتحرير، ومن هنا نبدأ في طرح فكرة للاحتفال على المستوى الوطني المعني بالاهتمام بشؤون «البشر» على بقعة الكويت الجغرافية!
الاحتفال يتطلب فهم تركيبتنا السكانية... صحيح ان وزيرة الشؤون تنوي كشف تجار الإقامات لكننا نذكرها بأحداث خيطان التي عشنا فصولها في العام 2003 وتوقعنا كشف تجار الإقامات آنذاك لكن مر عقد من الزمان و «سلامتك» لم يحصل ما توقعناه: يعني حكي بحكي!
الاحتفال بالأعياد الوطنية يجب أن يبدأ بالاحتفال مع الأموات والشهداء وطبعا سيكون مضمون الاحتفال يختلف عن تلك التي اتبعتها وزارة الداخلية مع الشهيد الوعلان!
نريد منكم أن تبحثوا عن الإجابة عن الأسئلة التالية:
- كم من قيادي دفناه وذهبت سيرته العطرة ولم يستفد منه البلد؟
- هل لقي الشهداء التقدير بعد أن ضحوا بحياتهم وهل جنس أبناؤهم؟
- ماذا يعني لنا وضع الكفن على عقول الكفاءات وتدفن أفكارهم قبل أن تحتضنهم المناصب القيادية؟
- متى «بربكم» ولو مرة انتابكم شعور بأننا سندفن الأفكار الميتة وعزل العقول المضطربة التي لا تفقه أبجديات القيادة؟
- لماذا ندفن ونحن أحياء وفي المقابل تمنح المناصب للموتى ممن ظهر من سلوكياتهم أوجه للفساد؟
- هل تمت محاسبة مقصر؟ خلاف التدوير والإحالة إلى التقاعد أو التعيين كمستشار!
- أين نحن من قضية البدون؟ ومفهوم الأعمال الجليلة!
معلوم اننا «موتى» أو مشرفون على الهلاك قياديا وإداريا ومع هذا نجد البعض «يكابر»... يتحدث بلغة المصلح وهو قابع حتى أخمص قدميه بوحل الفساد الذي ندرك جوانبه لكننا لا نملك سلطة القرار في محاسبتهم ولو «بالبوح» بأسمائهم لأن مجاميعهم تحميهم ومصالحهم تلزمهم بالدفاع عنهم!
ولو أننا في 25 و 26 فبراير 2014 بعد أكثر من ثلاثين عاما منذ العام 1981 حاولنا تكوين مجموعة وطنية لمكافحة الفساد من خبرات وطنية تتسم بالنزاهة بعيدا عن مكافحة الفساد الفردي لكان بالإمكان التحدث عن كثير من أحبتنا ممن كانت لهم إنجازات على المستويين الاجتماعي والقيادي!
أحبتنا ذهبوا وتركوا لنا ذكراهم العطرة تزين جوانب من حياتنا التي حاول رموز الفساد طمس تضحياتهم... ارجعوا إلى تاريخ موتانا وشهدائنا فهم نقطة البداية لدفن داعمي الفساد الذي تحول إلى إفساد.
نحبكم جميعا على المستوى الشخصي ولا نفرق بين الأطراف مع اختلاف انتماءاتهم وأسمائهم لكن عندما يكون الحديث عن الاحتفال، فنحن نتحدث عن احتفال من نوع آخر!
هل وضحت الصورة ووصلت المعلومة أم أظل من أعداد الموتى فكريا؟... الله المستعان!
تعليقات