تشجيع النسل جريمة في حق الوطن.. هذا ما يراه الدعيج
زاوية الكتابكتب فبراير 23, 2014, 12:15 ص 795 مشاهدات 0
القبس
يحليلكم لما تفكرون
عبد اللطيف الدعيج
الحكومة العتيدة والمجلس العنيد يتباحثان بجد، ويتفكران بمشقة ايضا للبحث في سبل تؤدي الى الاتفاق حول زيادة العلاوة الاجتماعية للاولاد. يعني كأن الامر صعب، او هو بحاجة الى تفكير واعمال العقل في موضوع معقد وشائك! لازم يكون المرء مجنون مثل اغلب وزرائنا، او مثل من يماثلهم من اعضاء مجلس الامة، حتى يفكر مرتين في زيادة علاوة الاولاد.
اولا شبعنا زيادات، وبالذات علاوة الاولاد، فهي بحث مفضل لدى كل مجالس الامة. وكلها اسهمت في زيادتها، سواء برفع قيمة العلاوة، او بزيادة عدد من تشملهم من مواليد. ثانيا علاقة حكومة دولة الكويت بموظفيها ليست من شأن مجلس الامة. وليس من المفروض ان تكون من اهتماماته، اللهم الا اذا سمح الله وتعقدت على شكل اضراب عام، او إضرار شامل بالمصلحة العامة. ثالثا ما الهدف من تشجيع الناس على الانجاب..؟
في الدول المتقدمة، ذات الشعوب الواعية، يمتنع اغلب المواطنين عن الانجاب. لان انجاب الابناء وتربيتهم مسؤولية ضخمة في مجتمعاتنا الحالية. واغلب النساء هناك يفضلن «ملاحقة مستقبلهن» على قضاء الوقت في الاهتمام بالبيت او الزوج او الابناء. لهذا تضطر الحكومات هناك الى تشجيع الانجاب عبر تخصيص بدلات ومصاريف وعلاوات للاسر التي تتشجع وتمارس عملية زيادة النسل، او بالاحرى هي عملية «تعويض» النسل هناك.
هنا لدينا، وخصوصا بعد الردة الدينية في نهاية السبعينات، عندنا جنون متزايد في الانجاب. وليس هناك داع اصلا لتشجيع من هو متهور في الانجاب. واغلب اسرنا مع الاسف ليس لديها اي متابعة او اهتمام بتربية الابناء. بل الاغلبية تفضل ترك المهمة للخدم، فيما الام تسرح في المجمعات، والاب يلهو في الدواوين، والله يعلم اين.
لكن كل هذا ليس مهما.. فهذه تبقى مسؤولية الوالدين، ولو ان من يعاني هم الاطفال الابرياء الذين من المفروض ان تتدخل لحمايتهم الدولة. لكن لم نصل بعد الى هذا المستوى من الوعي، وهذا الادراك للرعاية الاجتماعية المفترضة. لهذا نحن نفضل على الاقل ان يكف مجلس الامة والحكومة عن تشجيع النسل، فنحن اصلا لدينا متاعب في الميزانية، ولدينا نقص في كل الخدمات. ولدينا في النهاية عجز او فائض رهيب في العمالة غير المنتجة التي لا ندري ما نعمل بها. لذا فان تشجيع النسل بشكل مباشر او غير مباشر هو جريمة، جريمة في حق الوطن، وجريمة اكبر في حق من سوف يتعرض للاهمال، ونقص الرعاية من الابناء.
تعليقات