هاجس الخوف الطائفي!.. بقلم يوسف المجلهم
زاوية الكتابكتب فبراير 21, 2014, 6:11 ص 747 مشاهدات 0
القبس
صباح النور / اللعبة المميتة!!
يوسف عثمان المجلهم
• هكذا أصبح عامة الناس من كلا الطرفين يعيشون هاجس الخوف.
يعيش عامة الناس في المنطقة هاجس الخوف من المستقبل المجهول الذي أصبح تصوره يتأرجح بين تفاؤل هشّ يسوّق له الجهلاء، وبين تشاؤم يهيمن على العقلاء، وتزداد درجة الخوف يوما بعد يوم، كلما زاد قرع طبول الحرب الطائفية التي يمكن لعاقل سياسي محنّك ومتابع يخمّن متى تبدأ، ولكنه لن يستطيع مهما أوتي من علم ان يحدد نهايتها وآثارها. دفعني هذا القلق والخوف الى معرفة ما يجول في أذهان العقلاء من عامة الشيعة، وتحاورت مع بعضهم للوصول الى ما تحمله لنفوسهم، فوجدتها مملوءة بالخوف والقلق من المستقبل، وهو بحجم هاجس الخوف نفسه المتربع على قلوب عامة اهل السُّنة، ان لم يكن اكثر! واستطاع المستفيدون من بعض مفكريهم وقنواتهم الفضائية ان يقنعوهم بأن مصدر هذا الخوف هو الطائفة السنية. ورسخوا في اذهانهم المعادلة التالية: ان السنة تساوي «القاعدة». يقابل ذلك ان نفوس كثيرين من السنّة قد مُلئت بالخوف من المقبل من الايام، وقد لعب بعض المستفيدين من مفكريهم وقنواتهم الفضائية دورا في بناء هذا الهاجس من الخوف في نفوس عامة الناس من السنة، وان مصدر الخوف هو الطائفة الشيعية، والمعادلة التي رسّخت في اذهانهم ان الشيعة تعادل «حزب الله». وان هذه الطائفة تهدف الى اعادة الدولة الصفوية. وهكذا اصبح عامة الناس من كلا الطرفين يعيشون هاجس الخوف، ويؤمنون بان سببه الطرف الآخر. وبني صرح من الكراهية والخوف في نفوس عامة الناس من طائفة تجاه طائفة اخرى، واصبحت بعض النفوس مهيأة لحرب مميتة تنتظر من يشعلها. انها لعبة يمارسها بعض علماء دين تكوّنت ثرواتهم من الزكاة والصدقة والخُمس، وساهم في بناء هذا الصرح من الكراهية في قلوب ابناء طائفة تجاه الاخرى بعض القنوات الفضائية التي تقتات على ما يُرمى لها من فتات من حكام السوء والغرب.
إن اكثر المستفيدين (الأذكياء)، بل المخططين لصروح الكراهية والخوف في قلوب عامة الناس، الغرب الذي ينمي رفاهية شعبه على معاناة الآخرين، والذي يحرص على نهب ثروات الشعوب الاخرى مقابل دولارات، يستردها مرة اخرى مقابل اسلحة تفتك باجساد عامة الناس من الطائفتين، فأين العقلاء والحكماء والمخلصون من كلتا الطائفتين، لكي يمنعوا اللعبة القذرة، ويضربوا على ايدي المستفيدين من ساسة ورجال دين ومفكرين واعلاميين من الدفع بالمنطقة الى الهاوية، الى حرب يكون اجساد عامة الناس وقودها، واول من يُلقى في نيران هذه الحرب هؤلاء الاغبياء؟!
أخيراً، لا يخفى على كل ذي عقل ان الدين ينقسم الى قسمين: الأول مرتبط بالعقيدة، ومحلها القلب، وهي التي تنظم علاقة العبد بخالقه، والقسم الثاني مرتبط بالمعاملات، وهي التي تنظم علاقة المخلوق بالمخلوق، فان اختلفت الطائفتان في القسم الأول، فإن استقرار المنطقة مرتبط بفهم القسم الثاني.
تعليقات