لماذا تتغير نفوس المسؤولين بعد المناصب؟!.. عبد العزيز التويجري متسائلاً
زاوية الكتابكتب فبراير 21, 2014, 12:50 ص 518 مشاهدات 0
القبس
قبل المنصب.. وبعده
عبد العزيز التويجري
• لا نريد من المسؤولين أن يتخلوا عن حياتهم السابقة، نريد فقط ألا تتغير نفوسهم.
هل صحيح أن النظرية شيء، والتطبيق العملي شيء آخر؟ أم هل أصحاب الفكر التنظيري يفشلون على محك الواقع؟ وهل تتغير النفوس مع الأفكار والمبادئ في حال انتقلنا من حالة التنظير والتفكير إلى حالة العمل الفعلي والمسؤولية؟
لو تأملنا الواقع، لوجدنا أن جزءاً كبيراً من هذا الكلام صحيح، وحتى نيلسون مانديلا نفسه لم يسلم من الانتقاد حين قالوا إنه خلال فترة رئاسته لم يحقق كل ما كان يتحدث عنه من افكار وطموحات. وهذا ينطبق أيضا على الصعيد النفسي، فكثير من الذين تبوأوا المناصب والمسؤوليات كانت نفسياتهم مختلفة عما هي عليه بعد المنصب، فمثلاً بعض الذين كانوا يحاربون الواسطات والمحسوبيات قبل تسلمهم المنصب، وقعوا في الفخ نفسه! وكثير من الذين كانوا يعتبرون أن باب المسؤول ليس له قفل ولا مفتاح، وبالتالي فهو متاح للناس، نجد أن أول خطوة يفعلونها هي استبدال القفل بـ «باسوورد»، تماشياً مع العصر، ولا يملك الدخول إلى مكتب هذا المسؤول إلا من يسمح له بمعرف «الشيفرة» السرية.
وكثير من الذين كانوا ينادون بالمساواة في التعامل مع المراجعين من دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، نجدهم بعد تسلمهم المنصب يفرقون بين هذا «ولدنا» وهذا «ما نعرفه». هذه هي العقليات الموروثة التي تتغلب على التعلم والتطور وعلى كل مناهج الأكاديميات الحديثة التي درسها هذا النمط من الناس.
يقول أحد العلماء: «بعض الناس يكونون بعد النعمة أكثر تواضعاً مما كانوا قبل ذلك، ومن هؤلاء عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - كان قبل أن يتولى الخلافة من أترف الناس عيشاً، ومن أكثرهم إنفاقاً على طيبه، ولباسه، وطعامه، فلما بويع بالخلافة أُتي بمراكب الخلافة (الخيل، والبغال)، ولكل دابة سائس. فقال: ما هذا؟ قالوا: مركب الخلافة. فقال: دابتي أوفق لي، فركب دابته، ولم يمتثل لهم».
نحن لا نريد من المسؤولين الذين تحدثنا عنهم أن يتخلوا عن حياتهم السابقة، فهذه مسألة شخصية، نريد - فقط - ألا تتغير نفوسهم، ولا مبادئهم ولا الأفكار التي كانوا ينادون بها قبل أن يتسلموا مناصبهم، بل أن يعتبروا أن المنصب هو الحقل الحقيقي لتنفيذ أفكارهم التي كانوا يطرحونها، وكنا نتفاءل بها.
• ومضة:
هناك مثل جميل يقول: «ابتسم للناس وأنت تصعد السلّم، فسوف تلتقي بهم وأنت تنزل».
تعليقات