رُبّ سقوطٌ ضارّ .. نافعاً للشعب !
زاوية الكتابكتب فبراير 20, 2014, 5:58 م 2068 مشاهدات 0
بعد الركود الذي أصاب الشارع السياسي في #الكويت والذي أنتج لنا صراعات جانبية لا تخدم إلا السُلطة ، جاءت السُلطة كالعادة بالغباء الذي تتحلّى به كُل سُلطة تعتقد أنّها قادره على كسر إرادة شعبها وإرغامه على ما لا يُريد ، جاءتنا السُلطة مُعتقدة أن الركود هو فُرصةٌ لإقرار ما تُسمّى بـ'الإتفاقية الأمنية الخليجية' المُخالفة للدستور الكويتي والذي كان إقرارها منذُ الثمانينات هي مُنوة 'الأنظمة الخليجية' وهدفها تكميم أفواه الشعوب ونسف كلمة 'لأ' من القاموس السياسي وفتح بيبان السجون للمُعارضين وتوحيد القمع للحفاظ على إستمرار الإستبداد ، وإعتقدت السُلطة أنّها قادره على تمرير هذه 'الإتفاقية القمعية' في ظلّ هذا الركود والصراعات بين بعض القوى السياسية المُعارضة وأنّها بالإستعانة بمن هُم يُتقنون اللف والدوران والكذب والتدليس ستُوهم الشعب بأن هذه 'الإتفاقية' لحماية الشعب وأنّها لا تُعارض #الدستور مُتناسية أن الشعب الكويتي لا تُختزل إرادته بمُعارضة لكي تنتظر السُلطة ركودها لتتلاعب بحقوق الشعب ، وأن الشعب لا يقف بوقوف بعض القوى السياسية للصراع فيما بينها ، فهي سُلطة لا تُتقن إلا القمع والفساد ، سُلطة لا تقرأ التاريخ ولا تتعلّم ، هل تعتقد هذه السُلطة أن الشعب الذي قدّم الشُهداء في سنة 1990 للدفاع عن حرّيته وعن سيادة الدولة وعن دستورها سيتهاون ويرضى بتمرير 'إتفاقية' تقمع الحرّيات وتنتهك سيادة الدولة وتنسف دستورها ! إنّه السقوط المُتكرّر للسُلطة ، إنّها لا تتعلّم من سقوطها المُتكرّر بل أنّها دائماً وبعد كُل سقوط تسعى لتسقط مرّه ومرّه ..
سقطت السُلطة بغباءها المُعتاد وكسرت الخلاف بين القوى السياسية وجعلتهم يجتمعون على مُواجهتها وإيقافها وأنعشت المُعارضة من جديد ، ثُم ذهبت مرّةً أُخرى لتسقط ، بمُحاولتها لتكميم الأفواه بمنع الندوة التي كانت ستُعقد في جامعة الكويت بمسرح عثمان عبدالملك في كلّية الحقوق ، والتي كان عُذرها 'أوامر عُليا' وكأنّنا في دولة عسكرية لا دولة مدنية ديموقراطية مُحترمه يحكومها دستور وقانون ، وأنعشت تلك الأوامر العُليا الإتحاد الطلابي الذي كان في سُباتٍ عميق وحرّكت جمعية أعضاء هيئة التدريس التي كانت خاملةً ذاك الخمول القاتل ، ليجتمع الإتحاد مع الجمعية ليتّفقوا على مُواجهة السُلطة والوقوف في صفوف المُعارضة ، السُلطة دائماً تعتقد بغباء أنّها قادره على تنفيذ رغباتها دون أن تجد من يردعها ، ودائماً تسقط بسبب إعتقاداتها الغبية ..
ولكن / لا نعتقد أن سقوطها المُتكرّر يضرّها ولا يضرّنا ، بل أنّه يضرّنا قبل أن يضرّها ، لأنّنا نعيش في دولة تحكمها تلك السُلطة التي تُكرّر سُقوطها ويستمرّ بذلك الشلل الذي يُصيب كُل مُؤسسات الدولة ، والذي يجعلنا مُجمّدين بينما العالم يتقدّم ويتطوّر ، ألا يجب أن نتحرّك ونستغلّ سقطات السُلطة لنتقدّم ونتغيّر !؟
ها هي السُلطة ساقطه ، وها نحن مُجتمعون ومُجمعون على أن سقوطها الأخير كان بسبب مسعاها لقمعنا وإنتهاك سيادتنا ونسف دستورنا ، أما آن الأوان لننهض بينما هي ساقطه !؟
تعليقات