خالد الطواري يكتب: قرار الملك الحكيم
زاوية الكتابيهدف للتصدي لقوى التطرف التي حولت مناطق الصراع لمحرقة للشباب بالمنطقة
كتب فبراير 12, 2014, 10 م 2210 مشاهدات 0
أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله قرارا بمعاقبة كل من يقاتل خارج المملكة او ينتمي لجماعات دينية متطرفة بالسجن لمدة تتراوح ما بين 3 الى 20 سنة. برأيي أن هذا القرار سليم بل متأخر نوعا ما والمطلوب قد يكون أشد من ذلك وأتمنى أن تحذو بقية الدول حذو المملكة ومن ضمنها الكويت. فيجب محاربة هذه الجماعات فكريا أولا بنشر العلم الشرعي الصحيح وقيم الإسلام المعتدل ومحاربتها اقتصاديا بتجفيف مصادر دعمها وحتى محاربتها إعلاميا وسياسيا وقانونيا. يجب ان تحارب هذه الجماعات المتطرفة والمسلحة سواء كانت سنية او شيعية، فالخليجي الذي يتلقى تدريبات عسكرية من الحرس الثوري الإيراني أو ينضم لحزب الله لا يقل خطورة عن من ينضم لداعش أو غيرها من الجماعات المتطرفة.
منذ بداية الثورة السورية والجيش الحر يعلن أنه ليس بحاجة لمقاتلين بل فقط للأسلحة والأغذية والدعم الطبي وكان المسار تصاعدي بمواجهة المجرم بشار حتى دخلت الجماعات الاسلامية لسوريا ومع معها من المقاتلين الأجانب ومنذ ذلك الحين والوضع في سوريا من سيء الى اسوء حتى وصلنا للوضع الحالي المأساوي والمفخخات.
ما الذي جنيناه من الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تسمى نفسها بالجهادية؟
لم نجني منهم غير المفخخات وقتل المسلمين الأبرياء من رجال ونساء وأطفال وتشويه لصورة الاسلام السمحة مما أدى للتضييق على المسلمين والدعوة الاسلامية وحتى اللجان والجمعيات الخيرية
هل حرروا تلك الجماعات القدس؟
لا بل فقدنا بسببهم أفغانستان والعراق وقبلهم الجزائر والأن سوريا وبدأت ليبيا وبالطريق مصر والله يستر على الخليج!
الكثير من السلمين يتعاطف مع هذه الجماعات بسبب الشعارات التي يرفعونها وأهداف يعلنونها ولكن لو تأملوا قليلا بهذه الجماعات وتاريخها لوجدوهم أضروا بالإسلام كثيرا ولا تكاد ترى لهم إيجابيات ولرأوا أن هذه الجماعات أصبحت محرقة للشباب المسلم المتحمس المخلص المغرر به وما يفعلونه ليس من الجهاد في شيء
قال العلامة ابن العثيمين رحمه الله:
'الجهاد -يا إخواني-لابد من راية إمام، لأنه سيصبح عصابات، لابد من إمام يقود الأمة الإسلامية، ولذلك تجد الذين قاموا بالجهاد من غير راية إمام لا يستقيم لهم حال، بل ربما يبادون عن آخرهم وإذا قدر لهم انتصار صار النزاع بينهم'
ينتقد البعض قرار الملك عبد الله فقط لأن المهري وافقه في منطق غريب وساذج نوعا ما فالحق لا يضره من وافقه ومن خالفه لأنه يضل حقا ولا ينقلب الى باطل فقط لأن شخصا يخالفك وافقه وكما قال على رضي الله عنه:
'لا يعرف الحق بالرجال، أعرف الحق تعرف أهله'
ويجب علينا أن نبني رأينا ونتخذ موقفنا على قناعة وعلى ما بين أيدينا من معطيات وليس بناءا على مواقف الآخرين.
تأمل الاحتلال السوفيتي الشيوعي الملحد لأفغانستان البلد المسلم فمن المعلوم أن اسرائيل كانت من الداعمين للجهاد الافغاني وذلك ليس حبا في الاسلام والمسلمين ولكن لعداوتها للاتحاد السوفيتي والتقاء مصالحها مع المجاهدين الافغان.
فهل كان علينا الوقوف بجانب الاتحاد السوفيتي الشيوعي الملحد ومحاربة الشعب الافغاني المسلم مخالفة لموقف اسرائيل؟!
المنطق المعكوس هذا منتشر لدى الكثير من المسلمين للأسف ومما يدفعني للتساؤل هل يا ترى أدركت اسرائيل والغرب عموما هذه السذاجة عندنا وأصبحت تتخذ مواقف معكوسة حتى يتخذ العرب والمسلمين الموقف الذي تريده هي وأصبحنا ألعوبة في يدها؟
تعليقات