'مملوءة بالثقوب'.. علي البغلي منتقداً الاتفاقية الأمنية الخليجية
زاوية الكتابكتب فبراير 11, 2014, 12:21 ص 739 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / لا للاتفاقية الأمنية.. والصمت الرهيب!
علي أحمد البغلي
حكومات دول مجلس التعاون الخليجي عجزت عن الاتفاق على العملة الموحدة، وربط بلدانها بالسكة الحديد، والربط الكهربائي، وأمور كثيرة أخرى كنا نتعشم أن نراها بعد عقود من إنشاء مجلس التعاون الخليجي.. لنفاجأ بحكومتنا الرشيدة ترسل لمجلس أمتنا، اللي هو حتى الآن في «مخباتها» أو جيبها، اتفاقية أمنية سيصوت عليها في لجنة الشؤون الخارجية أوائل مارس المقبل! الاتفاقية مملوءة بالثقوب وتتصادم مع أكثر من نص صريح في الدستور، وتتعارض نصوصها حتى مع المنطق الذي جبلنا عليه.. فنحن يا سادة عكس باقي دول الخليج لدينا دستور نعتز به تم إقراره منا حكاماً ومحكومين منذ أكثر من نصف قرن.. هذا الدستور على الرغم من محاولات حكوماتنا الرشيدة، وبعض القوى الأصولية المتحالفة معها إفراغ كثير من نصوصه من محتواها، إلا أنه أفضل من لا شيء.. وهو أمر يشكل بلا فخر حلما لكل أشقائنا من مواطني مجلس التعاون، لنأتي بجرة قلم، ونتنازل عن أهم مواده بالحقوق والحريات العامة وسلطة الاتهام والمطاردة.. يكفي أن اتفاقيتكم الأمنية تنص على تسليم «المتهمين» وليس المدانين، ونحن تربينا وجبلنا على مبدأ «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، يكفي أن المواطن الخليجي - وطبعا الكويتي- سيلاحق بتهم فضفاضة مثل الإخلال بالنظام العام، ونحن جبلنا على مبادئ مثل لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص.. يكفي أن اتفاقيتكم الأمنية نصت على وجوب تسليم المتهمين ونحن دستورنا يحظر تسليم مواطنينا لأي سلطة أخرى، بل ان دستورنا يحظر حتى تسليم المتهمين الأجانب اللاجئين لدينا..
الاتفاقية الأمنية التي عرضتها الحكومة على المجلس من باب «رفع العتب» لن تمرر إلا إذا أقرها مجلس الأمة بموجب الدستور.. ونحن سنراقب أداء أعضاء المجلس في مواجهتها وسنحاسب من يوافق عليها حساباً مريراً ومن دون هوادة، أو من دون تسامح.. والأيام بيننا..
تبقى كلمة أخيرة وهي مصدر استغراب وتعجب فلم نسمع كلمة رفض واحدة من إخواننا في المعارضة الأصولية الممثلة بالإخوان والسلف، لتلك الاتفاقية سيئة الذكر... ونتساءل: وينكم؟ ولماذا الصمت الرهيب وهذه الاتفاقية المعروضة ستدوس في بطن أهم مواد الدستور ومبادئه؟! ومع ذلك فإن استغرابنا لم يدم طويلاً.. فهذه القوى الأصولية والشوارعية، المعارضة لم تقف يوماً مع الحريات، بل كانت تسن الحراب والخناجر لتطعن الحريات في مقتل كلما تسنى لها ذلك، وإذا عرف السبب بطل العجب!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات