في الكويت كل شيء يصير إلا الصح!.. الدعيج مستنكراً

القبس

حكومات وشعب كش الذبان

عبد اللطيف الدعيج

وكيل وزارة الصحة يقول ان وزارته بحاجة الى ستة آلاف وثلاثمائة وخمسين ممرضا وممرضة لسد النقص في هذا القطاع. انا لو اقرأ هذا التصريح مليون مرة ما اراح اصدق عيني. واذا زال العناد وصدقت فراح اتصور ان هناك خطأ مطبعيا او ان من كتب التصريح أساء بدرجة معينة فهم تصريح السيد الوزير.

لكن لا داعي للتشكيك أو العجب، فنحن في الكويت. وفي الكويت كل شيء يصير الا الصح. كل خطأ وكل غريب وكل غير معقول ممكن. لذلك فان تصريح السيد وكيل وزارة الصحة عن حاجة وزارة الصحة في دولة الكويت الى ستة آلاف ممرض وممرضة صحيح.. ومائة بالمائة بعد. فنحن رغم ان لدينا بطالة تدفع لها حكومتنا بسخاء بدل عمل، ورغم ان لدينا ايضا بطالة مقنعة تدفع لها حكومتنا من غير عمل. نحن رغم هذا نسعى الى ان نستورد ستة آلاف عامل من الخارج لسد النقص في وزارة الصحة بس.

مع هذا فان لدينا ابواقا غبية وعنيدة ومزعجة لا تزال تعمل على معارضة السلطة والادعاء بان فساد الادارة هو سبب بلاوي البلد. المعارضة الغبية والعنيدة هي ما يجيد عمله الكويتيون، اصحاب الجناسي السوداء، وربما متعددة الالوان وغير ذلك مشقة وعيب ولا يليق بالكويتيين اصحاب العزة والكرامة. لهذا نحن نعتزم «استيراد» ستة آلاف وخمسمائة عامل لوزارة الصحة لسد حاجتها من عاملين.

ليس شعبنا هو المريض، والعاجز عن العمل. من الواضح ان الحكومة هي المشكلة، وهي «سعيدو كشاش الذبان». هذا ما تجيده حكومتنا على ما يبدو. التشمس في ربيع النفط وكش الذبان. والا لماذا تدفع الملايين من الدنانير بدل بطالة في الوقت الذي تعلن فيه حاجتها لموظفين اجانب؟ لماذا لا توفر دعم العمالة واجور البطالة المقنعة وترفع من اجر ورواتب المهن الفنية بحيث تصبح جذابة ومقبولة عند اصحاب الهمة ومن هم بحاجة للعمل ومن يسعون الى رفع معيشتهم والاحتفاظ بكرامتهم وليس استجداء المنح والعطايا من الدولة او من «الشيوخ»؟

لكن يبدو ان الحكومة او السلطة هنا لديها الكثير من المساوئ. والكثير من العيوب التي تجتهد لتغطيتها وليس افضل من شراء ذمم ورضا «تنابلة» الانفاق الريعي وسيلة لتغطية عجز وفشل حكومات الكويت.